اقرأ فيلمك القادم

ت + ت - الحجم الطبيعي

«شاهد فيلمك القادم» ربما يكون قد لفت انتباهك، هذا الإعلان الترويجي الذي قامت بعرضه إحدى دور السينما المحلية هنا في الإمارات، وأعلنت فيه عن تدشينها أول صالة عرض سينمائية فريدة من نوعها لأفلام الأطفال. وبالطبع فإن البقية ربما لن تكون بهذه الأهمية، بما في ذلك التصميم الفريد للمكان والمقاعد وأفضل العروض. دخول السينما إلى حياة أطفالنا بهذه الصيغة المتزايد الإقبال عليها، ولو كان ربحياً، إلا أن السينما سواء كانت للأطفال الصغار أم من هم في مرحلة المراهقة، صارت نشاطاً ترفيهياً ثقافياً، ويكفي أن نشاهد في نهاية الأسبوع هذه التظاهرات الصغيرة أمام شبابيك صالات العروض السينمائية، لنشعر بحدوث ثورة ما في حياتنا.

هؤلاء الصغار ابتكروا طريقتهم الخاصة في الترفيه بما ينسجم مع ما يتوفر من حولهم من وسائل التواصل، وبالنسبة للسينما هناك أيضاً من يكتبون عن عروض السينما وأفلام الأطفال والخيال والخيال العلمي على صفحاتهم في الانستغرام على سبيل المثال، وهم يطلعون عليها ومن هؤلاء من يمكن الوثوق برأيه، لكن الفرق الوحيد بين أطفالنا وأطفال غيرنا في التعامل مع هذه الثقافة، أن أولادهم يقرأون الروايات والقصص ثم يشاهدونها بعد ذلك كونها أفلاماً كما في روايات «هاري بوتر» الخيالية على سبيل المثال، وفي الخارج لديهم وفرة من الأفلام التي تقدم لهذه الشريحة من طلاب المدارس، ولديهم كذلك وفرة في الأعمال القصصية والروائية التي تصنع منها هذه الأفلام وهو الإيجابي بالنسبة لتعزيز ثقافة القراءة لدى الطفل وتعزيز الدور الاجتماعي الترفيهي للكتاب في حياته.

عندنا يشاهد صغارنا الأفلام عشوائياً من دون أن يستمتعوا بلذة قراءتها، أو معرفة تفاصيل ولو قليلة عنها في الصحف قبل مشاهدتها، لكنهم يشاهدونها من أجل المتعة، غالبيتهم كذلك، وليس التقليد- هذا لرفع العتب عنهم - بمعنى أن ثقافة السينما في حياة أطفالنا ليس لها علاقة بتغيير العادات والقيم الاجتماعية لأنهم يطلعون على ثقافة أخرى، والصحيح أن بيوتنا لها علاقة بوعيهم وحصانتهم، لكن المحبط هو أن الإعلان السينمائي يقول شاهد فيلمك القادم، ولا يقول اقرأ فيلمك القادم، وهو شيء ليس من اختصاصه.

ولهذا تسأل كاتبة روائية مهتمة بكتابة رواية الخيال: لماذا لا يطلع أطفالنا على هذه الأفلام التي يشاهدونها مكتوبة، حتى لو خصصت الصحف المحلية مساحة صغيرة لعرض كتب الأطفال واليافعين، أو ترجمات بسيطة في صفحات الثقافة وعروض الكتب، ولو تعذر ذلك فلماذا لا يتم نشر هذه العروض على صفحات الجرائد الإلكترونية «أون لاين»؟

Email