رسالتهن إلى وزير التربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

سبق وأشرنا إلى موضوع تعليم الكبار في دولة الإمارات، وقلنا إن محو الأمية من الأهداف التي وضعتها الدولة على أجندتها في قطاع التعليم لتضمن مجتمعاً متعلماً في جميع المراحل، وجميع الفئات العمرية.

ما دعانا إلى طرح الموضوع مرة أخرى، رسالة أرادت أمهات وجدات وغيرهن إيصالها إلى وزير التربية والتعليم حول المناهج التي تدرس لهن، والأوقات المخصصة لدراستهن، وطبيعة الامتحانات التي لا تختلف عن امتحانات الطلبة في التعليم النظامي، لاسيما الثانوية العامة، فغالبيتهن يرين صعوبة كل ما سبق، وتعارضه مع رغباتهن في إكمال تعليمهن ومواصلته حتى المرحلة الجامعية.

من المسائل التي لا خلاف عليها أن طلاب المدارس في التعليم النظامي يعاني عدد غير قليل منهم من صعوبة المناهج واختباراتها التي أصبحت تقيس مهارات تتجاوز الحفظ والتلقين، رغم أن المناهج مصممة وفق أعمارهم واستعداداتهم الوراثية والجسمية والعقلية، فكيف نتوقع أن يستطيع كبار السن إدراك ما يدركه أطفالهم وأحفادهم، مع الأخذ في الاعتبار أنه كلما تقدم العمر بالإنسان قلت قدراته على الاستيعاب، وضعفت إمكاناته في التركيز.

تقول الأمهات والجدّات اللواتي وصلن إلى الثانوية العامة وهن في أعمار لا تقل عن الخمسين عاماً: نحن لم نكافح ونكمل تعليمنا من أجل الشهادة لنصل بها إلى الوظيفة، بل هدفنا تطوير ذواتنا وقدراتنا المعرفية لنكون أكثر قدرة لقضاء حوائجنا في عالم يقوم على المعرفة.

وأصبح أقرب الناس إليك فيه مشغولاً عنك، أما الهدف الأسمى فهو متابعة أحفادنا وقت انشغال أمهاتهن في وظائفهن، عوضاً عن تركهم مع المربيات والخادمات، فلماذا نجد المناهج، خاصة في المرحلة الثانوية، عاجزة عن استيعاب حاجتنا، وغير مراعية مطلقاً للفوارق الفردية بيننا وبين طلاب لا يزالون في مقتبل أعمارهم؟

أسئلة لا نملك إجابات عنها، ولكننا نتمنى أن تحظى باهتمام وزارة التربية والتعليم بلقاء هذه الفئة من المتعلمين التي نقف احتراماً لها لحرصها على إكمال تعليمها رغم تقدم العمر، ورغم مشاغل الحياة، لترى المعوقات والتحديات فتضع الحلول لكل الإشكاليات.

Email