رحمة بمرضى السرطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعد خافيا على الجميع تفشي وانتشار مرض السرطان في العالم، حتى ان دولة الامارات لم تنجُ منه، فلا توجد عائلة لم تتجرع مرارة هذا المرض وفقد من اصيبوا به، الامر الذي سبب حزنا وحالة فزع من هذا المرض رغم التسليم بالمصاب وقضاء الله وقدره.

مرضى السرطان في دولة الامارات، شفاهم الله وسلمنا وغيرهم من هذا المرض، يحظون برعاية صحية مكثفة في مستشفيات الدولة وخارجها، ويتلقون الدعم الصحي بكل اشكاله، الا ان نوعا من الدعم المعنوي مازال هؤلاء المرضى بحاجة اليه ليس على نطاق الاسرة والاقارب فحسب، بل على نطاق الافراد والمؤسسات التي يفترض ان تقدم لهم دعما آخر.

من ايام نظمت »جمعية رعاية مرضى السرطان« (رحمة)، ماراثوناً كإحدى أهم المبادرات لنشر الوعي والوقاية من مرض السرطان اذ تذهب الإحصاءات الصادرة عن »منظمة الصحة العالمية« الى أنه يتسبب بنحو 8.2 ملايين حالة وفاة في السنة الواحدة حول العالم، ومن المتوقع أن يزيد عدد حالات الإصابة به بنحو %70 خلال العقدين المقبلين.

الماراثون يتيح الفرصة للمشاركين فيه لإظهار تضامنهم مع مرضى السرطان وتقديم الدعم النفسي وجمع التبرعات التي تنظمها الجمعية لمصلحة هؤلاء المرضى، اذ ان هذه الجمعية منذ تأسيسها واطلاقها برعاية كريمة من قِبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، تتبنى مبادرات لمكافحة هذا المرض جنبا الى جانب مؤسسات الدولة لتخفيف آلام المصابين بهذا المرض، وتقديم الاستشارات والنصائح للمصابين وذويهم وأسرهم.

الدور الذي تقوم به جمعية »رحمة« لا بد وان يدفع مؤسسات اخرى حكومية وغير حكومية لتبني مبادرات اخرى تهدف لدعم المرضى لاسيما تلك المتعلقة بطبيعة العمل ومهامه واختصاصات الموظف المصاب بهذا المرض، فتلك المسألة من اهم المسائل التي يعاني منها مرضى السرطان في بعض المؤسسات، فعلى الرغم من معاناة بعضهم الا انه قد تكيف مع المرض ومصر على الاستمرار في وظيفته لكنه بحاجة لمن يتفهم ظروفه الصحية دون ان يضطر لشكوى او الاحساس بالشفقة ممن حوله، فتلك ابسط حقوقه كمريض في مجتمع لا بد ان يدعمه ويسانده معنويا ويقف معه في ازمته التي لا يفترض ان تجعله معزولا عن المجتمع بل شجاعا بقدر كاف للتكيف مع ابتلائه ومواجهته بقضاء حياته طبيعيا بقدر ما يستطيع ويحتمل.

Email