مستقبل بعيد عن فوضى المنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ملتقى ابوظبي الاستراتيجي الثاني الذي بدأت فعالياته امس، طرحت تساؤلات عديدة حول المشكلات الاقليمية والدولية التي تواجه المنطقة، والتحديات التي لا يمكن ان تبقى دول الخليج بمنأى عنها مهما حاولت. فالمنطقة تشهد حربا وفوضى، وتشهد صراعات طائفية..

 وتشهد تسلل الارهاب الى بعض مناطقها، وتشهد تراجعا غير مسبوق في اسعار اهم سلعه تعد المصدر الاهم لثرواتها وهي النفط، ما يوسع دائرة التساؤلات والمخاوف ليس حول حاضر المنطقة فحسب بل حول مستقبل المنطقة والأجيال فيها.

دول الخليج بما فيها الامارات، تتوسط منطقة تعمها الحروب والفوضى من جميع الجهات، وتربطها علاقات جوار بدول اصبحت للأسف مقرا للطائفية ومصدّرة لها وللأزمات بل والارهاب. واصبح من اللازم عليها حماية مصالحها من خلال حماية حلفائها ومصالحهم في المنطقة لتضمن بذلك استقرارا وامنا لها.

وعندما نقول حماية فلا يعني ذلك الاشارة الى دور التحالفات السياسية والعسكرية وحدها وان كانت من اهم تلك السبل، الا انها ليست السبل الوحيدة التي يجب الاعتماد عليها عند الحديث عن مستقبل منطقة وحقوق أجيال يفترض وضعها في الاعتبار وحمايتها بالحفاظ عليها.

الوضع الراهن لا بد وان يدفع لاتخاذ خطوات ذات جدوى وفاعلية لمواجهة تدني اسعار النفط بإيجاد بدائل نحمي بها انجازات تحققت لاسيما البنى التحتية، واتخاذ خطوات اهم على مستوى التعليم والثقافة لمواجهة الفكر الارهابي المتطرف وجماعاته لضمان شعوب تبقي نفسها بعيدة عن الفوضى التي تشهدها المنطقة حاليا...

وهو الامر الذي لا يمكن ان يتحقق دون تحصين الفكر من خلال مناهج تعليم وثقافة عامة نعمل على رفع مستواها، بعيدا عن الاعتماد على قدراتنا المالية والعسكرية فحسب كما فعلت دول اخرى، فالدول التي لم تشكُ يوما ضعفا عسكريا مثل سوريا والعراق ضاعت بسبب الطائفية والارهاب، ودول اخرى فقدت سيادتها رغم ثرواتها النفطية بسبب انظمتها التي ابقت شعوبها في عزلة عنها وبعيدا عن العالم وأحكمت الاغلاق على عقولها فخسرت ثروتها الاغلى.

Email