مراكز الدراسات الاجتماعية ضرورة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما نسمع عن سلوكيات طلبة سلبية، وعندما نفاجأ بالعنف يتسلل خفية إلى بعض الأسر، وعندما يفقد بعض الكبار صبرهم وحكمتهم أمام أصغر موقف يواجهونه، وعندما يتحول بعض الرجال والنساء عن طبيعتهم، وعندما يدمن أطفال ومراهقون في سن مبكرة، فذلك يعني أن هناك خللاً وأسباباً لابد من الوقوف عليها لأنها تؤدي لمشكلات أمنية واجتماعيه تتحول إلى ظواهر ليست من سمات مجتمعنا ولا مواطنيه.

تخلي بعض الكبار آباء وأمهات، إخوة وأخوات عن أدوارهم في التربية وإيجاد القدوة الحسنة، وغياب تطبيق اللوائح السلوكية في بعض البيئات المدرسية، وإفرازات التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي السلبية، كلها أسباب أدت إلى تنامي سلوكيات سلبية في بعض الأطفال والمراهقين وأيضاً الشباب، ليس في المدارس فقط ولكن في المجتمع وداخل الأسر نفسها، ومعالجة هذه المشكلات لا تكون بالحديث عنها أو بكثرة الشكوى أو بتناقل صور هذه المشكلات ومقالات إخبارية عنها، بل بدراسة أسبابها من قبل مختصين في جميع المجالات وفق أسس علمية في سبيل الوصول إلى حلول جذرية لها، وتطبيق خطط الحلول على جميع المستويات، بدءاً بالأسرة مروراً بالمؤسسة التعليمية وانتهاءً بالمؤسسات المدنية.

دولة الإمارات اليوم لديها مراكز بحثية على مستوى عال من المهنية في مجال السياسة والأبحاث الاستراتيجية والاقتصادية، ولا تنقصها الإمكانات المادية والبشرية لإنشاء مركز للدراسات الاجتماعية لدراسة أي سلوكيات وقضايا سلبية في مراحلها الأولى قبل تفاقمها وتحولها إلى ظاهرة سلبية تمس إنجازات هذا الوطن، ودراسة سبل الحفاظ على إيجابياته، على أن يتبع المركز صانع القرار في الدولة ويكون قادراً على وضع الحلول واقتلاع المشكلات من جذورها وتعزيز الإيجابيات حتى تصل إلى قمتها.

معالجة القضايا والمشكلات لا ينبغي أن تكون في إطار حلول فردية لكل مشكلة أو وقتية وتنتهي، بل لابد أن تكون وفق دراسة تبحث في جذور المشكلة وتصل إلى خطة علاج بتعاون ومتابعة مؤسسات، وهو ما لا يمكن أن يكون إلا بواسطة مراكز دراسات اجتماعية متخصصة، وهو ما نتمنى ونرجو.

Email