مطار دبي.. عالم يرحل وآخر يحل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يمكن للمسافرين أو القادمين عبر مطار دبي أن ينكروا أو يغضوا أعينهم عن حقيقة ملايين المسافرين التي تتوافد على إمارة دبي، أو تدخل دولة الإمارات، من خلال هذا المطار الذي استطاع تحقيق أرقام قياسية ومتقدمة، ليس في عدد ما يستقبله من أعداد فحسب، بل فيما يقدمه من خدمات متميزة للمسافرين باتت تنافس أفضل مطارات العالم التي تفوق مطار دبي تاريخاً وإمكانات.

من يزر مطارات دبي قادماً أو مسافراً، يلاحظ الخدمات التي يبذلها الجميع، كل في مجال اختصاصه، من أجل التسهيل على المسافرين، ويلاحظ أيضاً الفارق الكبير في مستوى الخدمات، والذي يتقدم بمعدل الشهور وليس السنوات، لا سيما في مجال مسألة إجراءات ختم الجوازات، وإنجاز تأشيرات الدخول للقادمين، فموظفو الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، رغم آلاف المسافرين الذين يستقبلونهم وينجزون معاملاتهم يومياً على مدار الساعة، إلا أنهم يبدون ترحيباً وحسن استقبال لكل مسافر، وكأن الواحد منهم لم يمض على استلامه لمناوبة العمل أكثر من عشر دقائق.

لا نقول هذا مجاملة، بل إعجاباً بروح الصبر والأخلاق العالية التي يتحلون بها، والتي تجعلهم قادرين على احتمال ضغوطات العمل في مطار يعد من أكثر مطارات العالم ازدحاماً، ومن أكثر المطارات التي تستقبل تنوعاً في جنسيات وثقافات القادمين.

يتعامل موظفو الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في مطار دبي، نساء ورجالاً، بأسلوب يبعث على الفخر، ويجعلنا كمسافرين مجبرين على التعامل والتعاون معهم لإنجاز مهامهم التي يحرصون على إنجازها في أسرع وقت، وبأفضل صورة، طالما كان ذلك في نطاق صلاحياتهم.

استيعاب المشهد والواقع في مطار دبي، والازدحام في بعض المواسم، لا سيما ودبي اليوم مقبلة على السياحة العائلية، يتطلب إضافة وتطوير بعض الخدمات، والتي أهمها إصدار تأشيرات وأذونات الدخول، التي تتم حالياً من خلال بنك مصرفي واحد يزدحم عليه القادمون، ما يتسبب في تأخير بعض الأفراد والعائلات في إنجاز معاملاتهم والخروج من المطار بعد وصول رحلاتهم، فالمفترض خلق أكثر من وسيط لإنجاز هذه الأذونات، بدل الاكتفاء بالوسيط المصرفي الحالي.

أما الأمر الآخر، فهو أهمية النظر في خدمات تتناسب مع العائلات التي يزيد عدد أفرادها على الأربعة أشخاص، والذين يتعذر عليهم في كثير من الأحيان الوقوف في طوابير ختم الجوازات، فطالما أننا ندعو ونشجع السياحة العائلية التي بدأت تؤتي ثمارها، فلا بد من وضع آليات تريح العائلات، وتسهل إنجازاتهم، دون أن تكلفهم رسوماً إضافية نظير حجز قاعات خاصة بكبار الشخصيات أو خدمة مرحباً، فازدحام الطوابير في غالب الأحيان لا يترك مساحة للانتظار أو الوقوف، وهو الأمر الذي قد تضيق العائلات منه، باعتبار أنه لا يتناسب معها.

ما حققته مطارات دبي، بالتعاون مع الإدارات المختصة، كبير ومحل تقدير، ولكننا نتطلع للمزيد، فليس لطموحنا في التميز سقف أو حدود، وكلنا ثقة بأن فرق العمل التي كانت، وما زالت، سبباً في نجاح مطارات دبي وتميزها، قادرة على خلق المزيد من الخدمات التي تعين المسافر.

Email