تتمة الحرب على الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تلقت التنظيمات الإرهابية عبر العالم خلال السنوات الأخيرة ضربات كبيرة منسقة في أماكن تواجدها، وانحسرت من تنظيمات كان بعضها يحكم مساحات واسعة من الأراضي، مثل تنظيم «داعش» الإرهابي، إلى عصابات متوارية في الأماكن النائية البعيدة عن التجمعات السكانية.

إلا أن هذا المكسب الذي تحقق نتيجة تنسيق دولي واسع عابر للقارات، بحاجة إلى استكمال في معالجة تحدي الإرهاب الذي رغم فقدانه القدرة على فرض سيطرته على الأرض والمجتمعات، لا يزال يشكل تحدياً مستمراً للحالة الأمنية في عدد من الدول، من سوريا والعراق إلى الساحل الأفريقي.

إن دولة الإمارات، وفي أكثر من مناسبة على المنابر الدولية، أكدت التزامها الثابت بدعم الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب والتطرف العنيف، باستراتيجية شاملة تعالج المشكلة من جذورها، ولا بد في هذا الصدد من تكريس خطاب التسامح والحوار، والعمل على إزاحة خطاب الكراهية الذي تبثه التنظيمات الإرهابية عبر منصاتها.

فالكراهية هي المصدر الأول لتغذية النزعات المتشددة والعنيفة، وفي حال نجاح العالم في ترسيخ خطاب التسامح كأولوية لا تقبل الخلط مع الحسابات الضيقة، فإن الإرهاب سيصبح هيكلاً فارغاً عاجزاً عن التغرير بأحد.

إن الإرهاب بطبيعته العابرة للحدود يتطلب تنسيق الجهود الدولية، ويتحتم مواصلة وضع وتطوير الاستراتيجيات والأطر على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، لمنع توسع التنظيمات الإرهابية والقضاء على تهديداتها، خصوصاً في البؤر التي تشهد فراغات أمنية.

وغني عن القول إن المجتمع الدولي معني تماماً بعدم إغفال الترابط الدائري بين الأزمات، فأزمة الجوع وتراجع مستوى المعيشة نتيجة الصعوبات الاقتصادية، تفتح ثغرة ستحاول التنظيمات الإرهابية استغلالها لمحاولة الخروج من جحورها. وبالتالي، كلما نجح العالم في حل خلافات الدول عبر الحوار وتكاتف لمعالجة التحديات العالمية، فإن الإرهاب يفقد بيئته التي ينشدها، والتي تقوم على الكراهية والعنصرية.

Email