تعايش والتزام صحّي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتزايد قناعة العالم يوماً بعد يوم بتبنّي فكرة التعايش مع فيروس «كورونا»، ليس لأن فترة انتشاره طالت ولا يزال ينتشر، إنما لأنه مع المتحور الجديد الأكثر انتشاراً «أوميكرون» ضعفت خطورته كثيراً، الأمر الذي أثار لدى العديد من دول العالم التعامل مع «كورونا» باعتباره «فيروساً متوطّناً»، على غرار فيروس الإنفلونزا الموسمية.

وبطبيعة الحال، هذا التوجه تترتب عليه سياسة جديدة بدأ العالم بالفعل التعامل بموجبها، وتقضي بحالة توازن بين مكافحة الفيروس واستمرار الحياة، هذا التوازن نتاج شراكة مسؤولة بين الحكومات والشعوب. الآن تتعزز قناعة العالم أكثر فأكثر بأهمية وجدوى التطعيمات في الحد من الأعراض والمضاعفات الخطيرة للإصابة بالفيروس وتقليص عدد الوفيات، وبدا واضحاً أنه على الرغم من الارتفاع السريع لعدد الإصابات منذ ظهور «أوميكرون»، إلا أن عدد الوفيات والإصابات الخطيرة ظل عند مستوياته المعهودة، أي أن نسبتها تراجعت.

لقد ثبت بالمعطيات والأرقام أن حملات التطعيم التي شهدها العالم نجحت في تشكيل مناعة جماعية ضد الأعراض والمضاعفات الخطيرة للفيروس، خاصة في الدول التي حققت نسباً عالية من التطعيم. وها هي الإمارات تواصل تصدرها قائمة الدول الأكثر تطعيماً، كما أنها من أولى البلدان التي فتحت باب التطعيم للفئات العمرية الصغيرة، فيما تواصل الجهات الصحية جهودها الاستثنائية في الحملة الوطنية للتطعيم والكشف المبكر عن الحالات والتدخل السريع لمنع مضاعفاتها، بالإضافة إلى جهود التقصي للمخالطين، واتخاذ الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار المرض.

إن استمرار الحياة والسفر على نحو طبيعي، يتزامن مع التزام الأشخاص بكل ما من شأنه حماية أنفسهم وعائلاتهم والمحيطين بهم، وفي منع انتشار الفيروس. هذا يعني أخذ اللقاحات وبخاصة الجرعات التعزيزية، واستمرار ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الجسدي.

وبشهادة عالمية على نطاق واسع، برهنت الإمارات على أنها قصة نجاح باهر في التصدي للوباء على أرضها، بالتزامن مع مساعدتها دولاً عدة في هذه المعركة التي سيتكلل فيها جهد الإنسانية بالنصر.

Email