الفشل الحوثي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلما أحست ميليشيا الحوثي بقرب نهايتها، في ظل خسارتها مواقع كثيرة في مأرب والبيضاء، لجات إلى خديعة، بإعلان ترحيبها بمسار السلام، بحثاً عن مخرج من الورطة التي وقعت فيها، ومحاولة لوقف تقدم القوات المشتركة، ومراجعة حساباتها التكتيكية، لكن هذه المرة، هذا التكتيك لن ينطلي على أحد، حيث إن التضليل يتبدد، والحقائق تتكشف، يوماً بعد يوم، لتثبت أن هذه الميليشيا عصابات وتجار حروب، وبقاؤهم يعتمد على القتل والدماء، ولا شك أن الميدان هو من سيرغم هذه الميليشيا على السلام، والانصياع للقرارات الدولية.

الحوثيون استخفوا بكل الجهود الوطنية والإقليمية والدولية، التي سعت مخلصة للحفاظ على أمن اليمن واستقراره، وإن قبلت الميليشيا الحوار في مرحلة ما من مراحل هذا الصراع، فكان ذلك نتيجة لتطورات عسكرية معينة، حيث أضحت المتاجرة بحقوق المدنيين، هي الوسيلة الوحيدة لها، لتأمين عمليتها العسكرية، لذلك فلا سبيل لسلام مع ميليشيا باعت ضميرها، ولم تعد تكترث إلا بمصالحها الذاتية، ولا يجب أن يترك لها المجال، لكي تزيد من بث شرورها.

الميليشيا لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن، بل امتدت إلى تهديد أمن السعودية بصواريخ، وفعلت كل شيء محرم، لتحقيق أهدافها الخبيثة، ومع ذلك فشلت، حيث تتجرع هزائم قاسية، ما يجعلها نادمة على تضييع فرصة السلام، حيث إن الاستمرار في الحرب، لن يكون في مصلحتها بالمطلق، وعلى المجتمع الدولي، أن يكون هذه المرة أكثر صرامة في التعامل مع الحوثيين، وأن يكون الشرط الرئيس لانطلاق قاطرة السلام، وقف الميليشيا انقلابهم والاستسلام، ف‏الفشل الحوثي، هو انتصار للصمود اليمني، انتصار للقيم الإنسانية، وانتصار للحق على الباطل.

Email