عنت حوثي

يضع العالم، اليوم، ممثلاً بمجلس الأمن، الوضع في اليمن، تحت المجهر. ومن اللافت أن هذا يأتي بالتزامن مع تصعيد ميليشيا الحوثي باتجاه مأرب، وتصاعد الضغوط الدولية لاستئناف مسار السلام، التي لم تكفّ ميليشيا الحوثي عن محاولة تعطيله وإفراغه من مضمونه.

من المهم، أن يلتفت العالم في الأثناء، إلى أن تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، يأتي مصحوباً بالممارسات العدائية التي تقوم بها الميليشيا المنقلبة على الشرعية، في ترجمة لأجندات تحركها قوى إقليمية، تسعى للعبث بالمنطقة وأمنها واستقرارها.

وفي هذا السياق، فإن الإحاطة الدورية التي سيقدمها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، حول نتائج اتصالاته مع الأطراف اليمنية، ستكشف الكثير مما يحتاج العالم إلى معرفته حول الممارسات الشائنة، التي ترتكبها هذه الميليشيا، وتسعى من خلالها إلى إدامة إراقة دماء اليمنيين، وخنقهم في حياتهم ومعيشتهم، وإبقائهم وبلدهم رهينة أجندات مشبوهة.

ومن المؤكد أن إصرار ميليشيا الحوثي على مواصلة الهجوم على محافظة مأرب، وتجاهل الدعوات الدولية لوقف القتال، وعجز المجتمع الدولي عن كبح جماح الميليشيا، ينسف الخطة التي اقترحها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، بشأن إعلان إجراءات إنسانية واقتصادية مرافقة، والالتزام بالذهاب إلى محادثات سياسية نهائية، ويبقى اليمن في أسر خيار المواجهة العسكرية.

في هذا كله، يمكن للعالم أن يلاحظ أن الميليشيا الانقلابية في اليمن، التي قابلت بالتصعيد، مواقف الحكومة الشرعية الساعية إلى وقف إراقة الدماء، قابلت أيضاً الخطوة الأمريكية الأخيرة، بتصريحات مستفزة، تنسف كل إمكانية للحل السياسي، وتطيل من أمد معاناة الشعب اليمني الشقيق.