ليبيا.. نحو الأمان والسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت المؤشرات تلوح بانفراج قريب للأزمة الليبية، بعد أن أدرك الليبيون أن الحل لن يأتي من الخارج وإنما بسواعد محلية، فانعقاد اجتماع اليوم في غدامس، يؤكد أن الليبيين قادرون على وضع الحلول والمعالجة الفعلية للثغرات التي استفادت منها تركيا في نشر الفوضى.

حيث نجد أن هناك حرصاً قوياً على إطلاق عملية إعادة بناء مؤسسي، تستند إلى الاتفاق السياسي الليبي كمرجع، بما يضمن تماسك اللحمة الوطنية والوحدة الترابية والسيادة الوطنية لليبيا على جميع أراضيها بعيداً عن التدخلات الأجنبية. لا شك أن تصاعد حالة الهستيريا التركية في شرق البحر المتوسط، يعود إلى اقتراب موعد الحل النهائي للأزمة الليبية.

حيث ستخرج أنقرة صفر اليدين من أراضي عمر المختار، وستبقى ليبيا الصخرة التي تتحطم عليها كل خطط وأحلام أردوغان الاستعمارية، من خلال إعلاء المصلحة الوطنية وتخلي بعض القوى السياسية عن حساباتها الضيقة لبناء وطن يتسع للجميع، وجعل ليبيا دولة ذات سيادة، وتتحكم في ثرواتها ومقدراتها لصالح الشعب الليبي.

وغني عن القول إن الإرادة تمهّد الطريق، فهناك توافق على إخراج مرتزقة أردوغان من ليبيا وإيجاد صيغة لإنهاء الوضع الميليشياوي والسيطرة على السلاح، ليكون هذا العمل مدخلاً حقيقياً لانتصار البلاد على أزماتها، فمن الضروري عدم تبديد الفرصة المتاحة حالياً لاستكمال الخطوات اللازمة في اتجاه إقرار الاتفاق السياسي لإنهاء الاندفاع التركي في ليبيا، والمسارعة إلى بناء الدولة الليبية الجديدة التي يسودها الأمان والسلام والاستقرار.

Email