«حرقة» قطر وإيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأتي الزيارة التاريخية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبريطانيا قادماً إليها من زيارة محورية ومهمة لمصر، لتؤكد الدور المحوري للمملكة العربية السعودية إقليمياً ودولياً، وهو ما أيدته وأكدته دولة الإمارات العربية المتحدة التي اعتبرت نجاح الرياض نجاحاً للعرب جميعاً، لقد أبرزت زيارة ولي العهد السعودي لبريطانيا مدى ثقل المملكة العربية السعودية وقدراتها الكبيرة على تحمل مسؤولياتها ومهامها كدولة عربية وإسلامية كبيرة ورائدة، وهذا ما عكسته الزيارة في تقديم الدين الإسلامي الحنيف للشعب البريطاني وللعالم بصورته التسامحية الوسطية، وتقديم رؤية السعودية التجديدية للعالم.

وقد لقت الزيارتان ترحيباً كبيراً وصدى واسعاً في جميع الأوساط المصرية والبريطانية السياسية والإعلامية، وفي المقابل أثارتا حنقاً وغضباً شديدين وحرقة لدى النظامين الحاكمين في طهران والدوحة، خاصة أنهما حاولا إفساد الأجواء حول الزيارة في العاصمة لندن، وحاولا التأثير على الحكومة البريطانية بفبركة احتجاجات بعض المنظمات والجماعات المدعومة من قطر وإيران، ولم يؤتِ كل هذا أية فائدة، بل على العكس، كان الترحيب بولي العهد السعودي بالغاً، وجاءت تعليقات الإعلام والبرلمانيين البريطانيين مؤيدة لمواقف المملكة العربية السعودية، خاصة في اليمن ضد ميليشيا الحوثي الإيرانية، وهو أمر طبيعي ولعبة خاسرة من قطر وإيران، بعد الموقف البريطاني في مجلس الأمن الدولي الساعي لإدانة إيران في دعمها الحوثي بالصواريخ الباليستية، قبل الزيارة بأسبوع واحد.

ما لقيه ولي العهد السعودي من استقبال حافل في مصر وبريطانيا، زاد من إحساس قطر وإيران بالصغر والعزلة إقليمياً ودولياً.

Email