توقيت دقيق لزيارة مهمّة

تأتي الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الولايات المتحدة الأميركية، في ظروف بالغة الدقّة والحساسيّة والخطورة.

إذا استثنينا العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة، باعتبار أنها ثابتة ومطردة وقائمة على الاحترام المتبادل على الدوام، فثمّة مستجدات تشهدها المنطقة تجعل من هذه الزيارة على جانب استثنائي من الأهميّة.

وأبرز هذه المستجدات عملية عاصفة الحزم لإعادة الشرعية إلى اليمن، وما يرتبط بها من تداعيات إقليمية، من دون أن نغفل مجيء هذه الزيارة بعد اتفاق الإطار بشأن الملف النووي الإيراني بين دول «5 1» وإيران التي تزايد تدخّلها في الشؤون الداخلية لبعض دول المنطقة، وفي ظل المخاوف لدول المنطقة التي يجب مراعاتها في أي اتفاق نهائي.

حين نتحدّث عن الولايات المتحدة، فإن الحديث يدور عن دولة نافذة وعضو دائم العضوية في مجلس الأمن وحاضرة في قضايا المنطقة وكل ملفاتها الإقليمية، فهي تشارك عسكرياً ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، وهي داعمة لعملية عاصفة الحزم.

ومن هنا فإن التطورات المتسارعة والمتداخلة في المنطقة، من الطبيعي أن تكون موجودة على طاولة المباحثات بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد والمسؤولين الأميركيين، وفي مقدّمهم الرئيس باراك أوباما.

 التطورات الخطرة في المنطقة، وأخطرها تنامي ظاهرة الإرهاب والتدخّلات الخارجية في الشؤون العربية، تستدعى التشاور بشأنها مع القوى الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة، بغية تعزيز الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً، وهذا هدف مشترك لدولة الإمارات وللولايات المتحدة.

علماً بأن التنسيق الإماراتي الأميركي بشأن قضايا المنطقة ليس مستجداً أو طارئاً، وما يزيد من أهميّة هذا التنسيق ما تحظى به دولة الإمارات من مصداقية لدى دول العالم، ما يسهّل بلورة مواقف مشتركة حول كيفية التعامل مع هذه القضايا ومواجهة التحدّيات المتنوّعة.

ومن نافل القول إن هذه الزيارة تمثل فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيزها في شتى المجالات، وصولاً إلى ما هو مأمول من تطوير أكبر لهذه العلاقات التي تحرص عليها قيادة البلدين.

الأكثر مشاركة