الإمارات ورحلة المريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

في العام الماضي أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن إطلاق أولى الخطوات العملية لبناء أول مسبار عربي إسلامي، يصل لكوكب المريخ، بقيادة فريق عمل إماراتي، في رحلة استكشافية علمية، تصل إلى الكوكب الأحمر خلال السنوات السبع المقبلة، وتحديداً في العام 2021.

قبل شهرين، وفي العاشر من فبراير تحديداً، نشرنا في البيان تقريراً بعنوان «رحلة من الإمارات إلى المريخ». كان ذلك استنباطاً من جناح في القمة الحكومية بدبي حمل عنوان «متحف الخدمات الحكومية المستقبلية». في ذلك الجناح كانت هناك صالة مقببة، وعلى جدرانها المضاءة عرضت صورة للمريخ وضعت في منتصفها قلعة يعلوها علم دولة الإمارات مرفرفاً.

في تلك اللحظة كان المشهد كله حُلماً، وعندما تحدث عنه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بلغة واقعية علمية مبسطة، وقع الحديث على آذان المستمعين كونه حلم مشروع من دولة تفكر في التحليق والسمو، ولا تكتفي بالتقدم على الأرض.

الآن هذا الحلم المشروع بات حقيقة واقعة بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بدء الإعداد لإطلاق أول مسبار عربي إسلامي لاستكشاف كوكب المريخ، إيذاناً ببداية دخول العرب عصر الفضاء، وبفتح أبواب الأمل والتفاؤل أمام الشباب العربي بأن تعانق طموحاتهم كواكب السماء، حيث إن اكتشاف كوكب المريخ يعد واحداً من أحلام الشعوب المتقدمة في الوقت الراهن.

أما مطالبة سموه من متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي، باقتراح واختيار اسم عربي مميز لتسمية مسبار المريخ، فهي تعبير عن منح هذا الإنجاز العلمي صبغة عربية، والقول إن انطلاق المسبار من أرض الإمارات لا يمنعه من حمل الهوية العربية وهو يحلق في الفضاء.

إن وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لرحلة المريخ بأنها تحد كبير ومصدر إلهام لنا جميعاً كوننا أمة عربية، نستطيع المنافسة في السباق الحضاري والمعرفي العالمي، يعتبر اللبنة الأولى لتحقيق الأحلام العربية، ووضع القدم العربية على طريق الحضارة الإنسانية والتحول من أمة متلقية للإنجازات إلى أمة مساهمة في تحقيقها، ومن أمة مستهلكة إلى أمة منتجة.

الإمارات الآن بمشروعها الجديد تعتبر بين أحدث الدول، التي تقرر إرسال مسبار إلى المريخ، وكل عربي بإمكانه أن يتوسم خيراً في القيادة الإماراتية، وهي تفتح باب الأمل واسعاً لخروج هذه الأمة من قمقمها، والتحليق في فضاء العزة والازدهار.

Email