موقف عملي لإنقاذ غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجهود الإماراتية الهادفة لوقف العدوان على غزة لا تتوقف، وهكذا كانت منذ بداية العدوان. لم تكتف دولة الإمارات بتقديم الدعم المالي والطبي العاجل لأبناء غزة، طالما أنها تعمل انطلاقاً من واجبها القومي والإنساني، بل وظّفت علاقاتها الدولية الطيبة في حث كل الجهات القادرة على الفعل، لوقف حمام الدم في غزة.

من هذا المنطلق وتعبيراً عنه جاءت كلمة الدولة أمام الاجتماع الطارئ للاتحاد البرلماني العربي في القاهرة، حيث تجلى الموقف الإماراتي بأوضح صوره القومية، محذراً من مخاطر القمع والتنكيل التي تنتهجها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وقارعاً جرس الإنذار من أن الوضع في غزة لم يعد يحتمل الصبر، أو مجرّد عبارات التعاطف أوالإدانة، لأنه في كل لحظة تستباح دماء فلسطينية، ما يجعلنا مسؤولين أمام الله، وأمام شعوبنا بحكم مسؤوليتنا، في الإسهام في وقف هذا العدوان.

واستناداً إلى هذا الموقف المتكامل كانت الإمارات أول دولة رحّبت بالمبادرة المصرية، بل كانت منذ البداية داعمة ومساندة للجهود والاتصالات المصرية الهادفة لوقف العدوان، حيث تدرك أن غزة تمثّل بوابة الأمن القومي المصري، وأن مصر لم ولن تتخلى عن واجبها تجاه القضية الفلسطينية.

لم يكن يوماً في قاموس الإمارات أن تفعل شيئاً، لتمنّ به على أحد أو لتسجّل النقاط، وتحقّق أهدافاً خاصة، كما تفعل بعض الدول المتاجرة بالقضية الفلسطينية، التي دخلت على خط المبادرة المصرية بطرح مبادرات ليس من شأنها سوى تعطيل الجهد المصري، مع علم أصحابها بأن تحرّكهم بهذه الطريقة يملك صفراً من الحظ في تقديم شيء، ينقذ أبناء غزة ويصون مستقبلهم، ويشعل ضوءاً في نهاية النفق لشعب يستحق المساندة المجرّدة من المقاصد والغايات والأجندات غير الوطنية، وغير القومية، وغير الإنسانية.

ومع تصعيد العدوان على غزة ودخوله مرحلة الاجتياح البري تزداد الحاجة لجهد عربي ودولي حقيقي، بعيداً عن سياسة رفع العتب والمتاجرة، وتغدو الحاجة ملحّة لموقف عملي حاسم ينقذ غزة.

Email