المخيمات عنوان الشهامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لطالما كانت المخيمات الفلسطينية هي مرآة الفلسطينيين للمعاناة والتشتت حتى وصف بشعب الجبارين، شبابها سطروا ملامح الرجولة والفداء في جميع الميادين، قهروا احتلالاً بلا خضوع، وبقي ابن المخيم صاحب الرأس المرفوع رغم المآسي الكبار التي يعيشها يومياً.

المخيمات الفلسطينية نشأت بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين في عام 1948، الذي نتج عنه تفريغ وتدمير حوالي 531 مدينة وقرية، هاجر ونزح أكثر من 80% من الفلسطينيين، لأقرب ما يكونون من المناطق التي اقتلعوا منها، وذلك أملاً بالعودة إليها بعد انتهاء الحرب، ووصل عدد الذين أجبروا على مغادرة بلادهم حتى مايو 1948 ما لا يقل عن 900 ألف فلسطيني.

يعيش اللاجئون حياة حرمان من الأساس المادي الذي يشكل إنسانية الإنسان، فأحياء المخيم التي تضم وحدات سكنية متراصة، ولا يفصل الساكن عن جاره أقل من متر، ولا تتوفر فيها الخدمات الصحية والبنية التحتية، لم تشكل المكان المثالي للعيش الكريم، لكن هذه البيئة الصعبة أنتجت أجيالاً حفرت أسماء المخيمات في سجلات البطولة والفداء، ففي عام 2002 كان مخيم جنين هو عنوان البطولة في الانتفاضة الثانية وصمد أمام ترسانة الاحتلال في معركة مسلحة غير متكافئة لمدة 15 يوماً.

وفي هبة القدس الحالية أو الانتفاضة الثالثة كما يحلو لكل شخص تسميتها، سجل مخيم شعفاط أبرز ملامح التلاحم والشهامة فاحتضن سكانه المقاومة، فبعد استشهاد الشاب إبراهيم العكاري، وهدم الاحتلال كعادته منزل ذوي الشهيد، باجتياح أكثر من 1500 جندي المخيم، انتفض أبناء المخيم محققين رقماً قياسياً في سرعة التكاتف، حيث تمكنوا من تجهيز منزل صالح للعيش بأثاث كامل بعد 12 ساعة من الهدم، وجمع أهالي المخيم ما يزيد على 50 ألف شيكل، «درهم»، لإعادة إعمار بيت الشهيد المهدوم، وتبرع الحرفيون والتجار وأصحاب مصانع أدوات البناء بكل ما يحتاجه المقاول لإعمار المنزل.

هذا المشهد التلاحمي بين أبناء المخيم، يعيد لذاكرتي مقولة واحد تصف الشعب الفلسطيني هي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وهي: «شعب الجبارين».

Email