أسود الوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

استقبلنا منذ أيام الدفعة الأولى من جنود الوطن البواسل، أولئك الشجعان، الذين كانوا قد غادروا الوطن حاملين أرواحهم على أكفهم، مودعين الأمهات والأبناء والزوجات، لنصرة إخوانهم اليمنيين وإعادة الشرعية لليمن وحفظ أمن المنطقة، وهم على يقين بأن الوطن يستحق الأكثر فالأكثر.

مشهد وصولهم إلى أرض الوطن، رافعين العلم، وملوحين بأيديهم، كان أبلغ من أن يكتبه القلم، وكم تركت قبلة الشيخ محمد بن زايد على جبين هؤلاء الأسود شعور الإعجاب والفخر والشموخ، وبرهاناً صادقاً على تلاحم القيادة والشعب، فالبيت متوحد لأن أبطال الإمارات صدقوا الفداء بأرواحهم ودمائهم لوطنهم، فكسبوا رهان ثقة القيادة بهم.

عادوا وفي استقبالهم الوطن بأكمله، وصافحت يمناهم أيادي القيادة الوفية، التي عبرت عن فخرها بهم، فطبعوا كلمات الفخر والاعتزاز في نفوس هؤلاء الأبطال، فأمثالهم جديرون بأن يروا الوطن في عيون كل من انتظرهم ليلوح لهم معبراً عن فخره واعتزازه ببطولتهم وشجاعتهم وتحديهم العدو الغاشم، وعرفاناً وتقديراً لشخصهم، فهم غرس زايد الخير ورجال خليفته خليفة، لحظات تاريخية وثقتها الوسائل الإعلامية المحلية بأكملها، وهم عائدون بعد أن أدوا مهماتهم الإنسانية والوطنية..

فأسود الإمارات يستحقون هذا الاستقبال الإماراتي الكبير، بعدما حققوا نصراً على المعتدي الخائن وحرروا غالبية المدن اليمنية من الأيدي الحوثية، وأعادوا بناء سد مأرب، هذا البنيان الأثري الذي بناه والدهم المغفور له الشيخ زايد، وهم يدركون كم كان هذا السد فخراً عربياً في نفس المغفور له، عادوا وفي أنفسهم توق لأن يكملوا مؤازرتهم ليمن العروبة، ويدحضوا العدو، ويزعزعوا تحركاته ويذيقوه مرارة الهزيمة، وضريبة خيانة الوطن والتحالف مع الغريب ضد القريب، فسلموا راية النصر لإخوانهم الشجعان من جنود الدفعة الثانية الذين غادروا الوطن، ليكملوا تحرير الأراضي اليمنية وتعود الشرعية إلى اليمن.

Email