هالوين

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد الانفتاح العولمي الذي وصلنا إليه في القرن الحادي والعشرين، لم نعد قادرين على تحديد مفهوم «التقدمية» التي أصبح أمرها شائكاً، فهي في نظر غالبية من العرب، تقليد الغرب والاقتداء بهم في أسلوب الحياة النابض بالحيوية، والتخلي عن العادات والتقاليد التي تعد في نظرهم «رجعية وتخلف»..

وظهر هذا جلياً في ليلة 31 من شهر أكتوبر، والذي ظهر فيه الكثير من السذج ممن يلهثون خلف كل ما يقدمه الغرب من ثقافات وعادات، بأقنعة وملابس مخيفة، تماشياً مع الاحتفالية «بالهالوين»، الذي يعد إيرلندي المنشأ، والذي امتد للكثير من الدول، حاملاً الصبغة الأميركية، وفيه يظهر الناس بأشكال مخيفة لإبعاد الأرواح الشريرة التي يؤمنون بخروجها من مقابرها في تلك الليلة.

أثناء ارتيادي لأحد مراكز التجميل «صالون نسائي»، فوجئت بالعاملات يرتدين أقنعة بملامح دامية وقمصان عليها شعارات وعبارات توعدية، لم يخطر في بالي لحظتها «هالوين»، الذي كنت قد سمعت عنه، دون أن أعيره اهتمامي، وما إن شاهدن ملامح الاستغراب على وجهي، حتى باشرت إحداهن بسرد مناسبة تلك الاحتفالية الهالوينية لي، تقبلت الوضع، إيماناً مني باختلاف الثقافات والتوجهات..

ولكن الأدهى، حين وجدت مجموعة من العرب يرتدون ملابس مخيفة ويصبغون وجوههم بألوان ساخرة، تظهرهم كأشباح لإخافة من حولهم، ويحتفلون بتلك الحادثة التي أصبحت حدثاً سنوياً لدى دول غربية، وأخشى أن تصبح حدثاً أو ظاهرة معتادة في بلادنا العربية. شخصياً، يذكرني هالوين بقصة الفيلم الأميركي «screem 4» «الصرخة»..

والذي حمل قصة طلاب ثانوية يجتمعون سنوياً للاحتفال ويبدون بأشكال مرعبة، ليظهر من بينهم مجرم حقيقي متخفٍ بذات الزي الهالويني، ويجرم في حق أصدقائه بقتلهم. قد نكون اعتدنا على الاستيراد من الغرب، بما في ذلك الثقافة والعادات الدخيلة، دون وعي بأننا نظلم أنفسنا بضياع هويتنا واستقلاليتنا العربية.

Email