هجرة وتعايش

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواجه أوروبا حالياً إشكالية استقبال المهاجرين وأغلبهم من المنطقة العربية والجدل داخل القارة العجوز مستمر ما بين مؤيد أو معارض لهذه الهجرات وهناك أكثر من سبب وكلاهما على حق.

صيحة شعوب أوروبا ضد حكوماتها للمطالبة بتسهيل دخول المهاجرين أعلى بمرات من صيحة الشعوب العربية لنفس الغرض وهذا أمر لمسناه خلال الأيام الماضية لكن تيار الرفض الأوروبي مازال أيضاً قوياً ويستند إلى كثير من الحجج المعقولة لعل أهمها دفاعه عن كيانه واستقراره .. كيف؟

لا ننسى أن المهاجرين العرب والمسلمين الذي قدمت لهم دول أوروبا العيش الآمن والمسكن وحتى الدخل الشهري ضرب بعضهم أسوأ الأمثلة في رد الجميل سواء بالكلمة الجارحة التي وصلت إلى حد وصف أحد اللاجئين لدولة مثل بريطانيا بأنه يتخذها كمرحاض له. وهذا المهاجر كانت الحكومة البريطانية تدفع له تكلفة البيت وحتى الحراسة الشخصية وكان هو يهاجمها ليلاً ونهاراً علماً أن أبسط قواعد الدين هي المعاملة ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.

هناك من اللاجئين من تورط في أعمال حرق وقتل وتفجير في لندن وغيرها من تلك المدن التي استضافتهم وبعضهم ولد فيها ورد لها الجميل بتفجير حافلات ومحطات القطار وعمليات طعن عبثية هنا وهناك لم تقدم شيئاً سوى الإساءة لكل مهاجري أوروبا فضلاً عن الإساءة للدين الذي ينتمي إليه هؤلاء.

بالطبع ليس كل لاجئ إلى أوروبا بهذه العقلية الانتحارية أو الإرهابية «سمها ما شئت» فهناك الكثير من المؤسسات والجمعيات والأشخاص الذين كانت جهودهم جبارة في التعريف بسماحة دين عظيم كالإسلام وتعايشوا مع المجتمعات الأوروبية دون أن يتنازلوا عن دينهم وأخلاقهم بعد أن وفرت لهم تلك المجتمعات العيش الكريم والأمن الذي افتقدوه في بلادهم.

خلاصة القول إن كلا الطرفين في أوروبا سواء المؤيد لدخولهم أو المعارض لوجودهم هو على حق، المعارض لا يرغب في أناس يفجرون ويقتلون أولاده والمؤيد ينطلق من مبادئ إنسانية عليا لكننا كعرب نتحمل مسؤولية كبيرة في تحويل هذه المنطقة إلى بيئات طاردة لأبنائها.

Email