35 شمعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في شتى مجالات الحياة، لا تخلو لحظة من إضافة ما، وذلك ببساطة لأن الحياة لا تعرف التوقّف والسكون نسبي لكن الحركة مطلقة. في الوقت نفسه، ليست كل إضافة ذات شأن وقيمة، وفي المجالات الإبداعية بالذات تكمن القيمة الحقيقية في الإضافات النوعية.

في العاشر من مايو العام 1980 صدر العدد الأول من «البيان» لتصبح الصحيفة الخامسة الصادرة في الدولة، لكن سبقتها عشرات الصحف العربية في الصدور، فهل كانت «البيان» مجرد إضافة عددية؟ الواقع والتجربة والمسيرة اليومية طيلة ستة وثلاثين عاماً تجيب عن السؤالين بما هو أوسع من الإحاطة به في بضعة سطور.

في ذلك التاريخ صدرت «البيان» فكانت أول صحيفة عربية تخصّص صفحتين ثم ثلاثاً فأربعاً للمال والأعمال، وكانت صاحبة المبادرة الجريئة في منح الشؤون الاقتصادية أولوية، وتقديمها في التبويب على الشؤون المحلّية.

تلك كانت قراءة واكبت مستجدات الدولة واستشرفت المستقبل المشتق من قراءة الواقع في حينه، حيث بدا واضحاً أن الاقتصاد بدأ يلعب دوراَ أكثر تأثيراً وحسماً في تطوّر الدولة، مع تدفّق الاستثمارات والتطور السياحي السريع الذي حوّل الإمارات إلى وجهة مفضّلة للناس في شتى أنحاء العالم، وكان استشراف المستقبل يقود إلى أن هذا المجال سيكون سيّد المجالات في المستقبل الذي أصبح حاضراً الآن.

وبعد مرور خمسة وثلاثين عاماً على صدور العدد الأول من عشرين صفحة، أصبحت بين أيدي القراء الآن صحيفة شاملة ترافقها سلسلة ملاحق أسبوعية متخصّصة لتضم بين دفّتيها قرابة مئة صفحة تغطي شتى المجالات والشؤون التي تهم القرّاء بمختلف اهتماماتهم وتوجّهاتهم.

«البيان» ليست وحيدة في سوق المعلومة والثقافة ومخاطبة القارئ، وبخاصة في عصر الانترنت والإعلام الفضائي، لكن قلّما نجد صحيفة أخرى تبحث عن الأفضل وتجدّد نفسها وتتوسّع أفقياً ورأسياَ، كما تفعل «البيان». لا يكاد يمر عام، وأحياناً بضعة أشهر، إلا وتفتّق ذهن القائمين على الصحيفة والمعنيين بالشأن الإعلامي في حكومة دبي، عن تطوير جديد يرفد الأهداف الأساسية بقوة الدفع، ويبشّر بأفضل الوسائل لمعانقة الغايات. وبهذا المعنى، فإننا ونحن ننظر للشمعة السادسة والثلاثين، نستطيع النظر للمكان المخصص لشمعة تالية أشد إضاءة.

Email