إطلالة متوقعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاد الإرهاب ليطل بوجهه القبيح مجدداً في مصر، وهذه المرة عبر عمليات، استهدفت رجال الأمن والجيش في محافظة شمال سيناء، بينما كان بعض المراقبين يتوقعون أن تكون إطلالته في مدن الدلتا، في إطار ما درجت عليه الجماعات الإرهابية من استهداف المناسبات التي يحتفل بها المصريون تقليدياً.

هذه الإطلالة الدموية للإرهاب ينبغي ألا تحجب عنا الحقيقة الأساسية، وهي أننا في مرحلة مختلفة من مواجهة مصر للإرهاب والإرهابيين.

دعنا نتذكر في هذا الصدد حقيقتين أساسيتين:

- أنه على الرغم من تأكيد مصادر عسكرية أن حركة التنقلات في قيادات القوات المسلحة المصرية طبيعية، ولا ترتبط بأحداث بعينها، فإن المصادر نفسها شددت على أن هذه الحركة تأتي في إطار جهود مكافحة الإرهاب، وعلى وجه التحديد في شمال سيناء.

- أن وزارة الداخلية المصرية صعدت جهودها لإحباط المخططات الإرهابية، وبصفة خاصة التي تستهدف المنشآت المهمة والحيوية.

من المهم هنا أن نتذكر حصيلة الدروس المستمدة من مواجهة مصر للإرهاب في التسعينيات.

وفي مقدمة هذه الدروس أن الأفق الزمني لمواجهة الإرهاب ليس بالقصير، وينبغي أن نتوقع إطلالات عديدة لوجه الإرهاب القبيح.

من المهم بالدرجة نفسها أن نتذكر أن الاستباق ينبغي أن يتصدر آليات مواجهة الإرهاب، فلا تقتصر هذه المواجهة على ردود الأفعال، وإنما لا بد لقوى المواجهة أن تكون هي السباقة والمبادرة.

تبرز في هذا الإطار أهمية حرب المعلومات، وقد كان التحرك السريع على جبهة هذه الحرب هو الذي مكن الداخلية المصرية من إحباط العديد من العمليات الإرهابية أخيراً.

إنها معركة ممتدة حقاً تلك التي تواجه فيها مصر الإرهاب والإرهابيين، وهي لا تنفصل بحال عن الجهد، الذي تبذله مصر لإعادة بناء حياتها السياسية والنهوض باقتصادها، ولهذا فإنها ينبغي أن تحشد كل قواها لهذا المنعطف الحافل بالتحديات من تاريخها.

 

Email