في عيد ميلاد لافروف

ت + ت - الحجم الطبيعي

أتم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 21 مارس 65 عاماً، وربما يكون عيد ميلاد وزير خارجية روسيا أو غيرها من الدول أمراً لا يهم أحداً، وليس من العادة في روسيا تهنئة الوزراء بأعياد ميلادهم، لكن الرئيس بوتين حرص على تهنئة لافروف في هذا اليوم بمنحه «وسام الاستحقاق» من الدرجة الأولى.

وجاء في المرسوم الرئاسي الصادر بهذا الشأن أن لافروف نال الوسام تقديراً لإنجازاته البارزة في تطبيق النهج السياسي الخارجي لروسيا الاتحادية، كما منح بطريرك الكنيسة الروسية كيريل لافروف وسام «القديس سيرجيوس» من الدرجة الأولى للمناسبة ذاتها.

لقد طبع لافروف السياسة الخارجية الروسية بطابعه الخاص، ليقترن وجه روسيا الخارجي باسمه، وأنا بشكل شخصي، من المعجبين بشخصيته وأدائه الدبلوماسي، وكنت التقيت به مرة واحدة عام 1992 في مبنى وزارة الخارجية الروسية في موسكو عندما كان نائباً للوزير، وكنت أعمل في إحدى السفارات العربية وذهبت كمترجم مع السفير للقاء لافروف، وأبهرني بمعلوماته عن الدولة العربية التي كنا نمثلها في اللقاء، والتي لم يكن السفير نفسه يعرفها عن بلاده.

من المعروف عن قائد الدبلوماسية الروسية لافروف أنه ليس روسي الأصل، ومن أب وأم من جمهوريات سوفييتية أخرى، ورغم هذا فإن تعصبه لروسيا شديد للغاية ولا يقارن سوى ببوتين، وأنه أحياناً يفقد دبلوماسيته إذا حاول المتحدث معه المساس بروسيا من بعيد أو قريب.

وله مواقف مشهورة في ذلك مع شخصيات مثل أمين عام الأمم المتحدة السابق كوفي عنان، ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندليزا رايس، ووزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند الذي سمع من لافروف ألفاظاً نابية طالت «الأم» لمجرد أنه اتصل به من لندن عام 2008 ليعترض على دخول الجيش الروسي أراضي جورجيا بعد اعتدائها على أوسيتيا الجنوبية.

لافروف الذي أمضى 10 سنوات ممثلاً لبلاده في الأمم المتحدة و10 سنوات وزيراً للخارجية يدور حوله جدل، هل هو الذي يدير السياسة الخارجية لروسيا أم أن بوتين هو الذي يوجهه؟، وأفضل إجابة سمعتها لهذا التساؤل، أن بوتين يوجه السياسة الخارجية لكن لافروف أفضل من ينفذها.

من المعروف عن لافروف أنه شاعر وعازف جيتار رائع ويجيد عدة لغات، ومثقف بشكل غير عادي يجعله حاضر البديهة في أي حديث، ويجيد التعامل مع كافة الملفات والقضايا، ولولاه لزادت مهمة بوتين في الرئاسة صعوبة ومشقة.

 

Email