الرسائل التي وصلت

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمكننا القول، على صعيد تحليل المضمون، إن خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي استغرق أربعين دقيقة أخيراً، كان في جوهره مجموعة من الرسائل على قدر كبير من الأهمية، ما كان يمكن إلا أن تصل إلى من وجهت إليهم بوضوح وجلاء بالغين.

الرسالة الأولى وجهت إلى الشعب المصري وجوهرها أن الجريمة التي أودت بواحد وعشرين مصرياً، كان كل ذنبهم أنهم مضوا إلى الآفاق ليجلبوا خبز الصغار، ما كان يمكن للجيش المصري إلا أن يرد عليها بالثأر من الجناه، وهكذا فإن الإرهاب لن يمر، ولابد من التصدي له والقضاء عليه.

وهذه الرسالة تشمل أيضاً إيضاح أن العدالة الاجتماعية التي هي هدف رئيسي لثورتي الشعب المصري تمضي الآن إلى التحقق على أرض الواقع، من خلال المعالجة الجذرية لأوضاع العشوائيات والأطفال الذين يجوبون الشوارع، كما يعاد النظر في أوضاع أعداد من الشباب الموجودين في السجون، والذين سيمضون إلى آفاق الحرية عما قريب.

الرسالة الثانية وجهها السيسي إلى الأشقاء العرب الخليجيين، ومفادها أنه لا سبيل إلى النفاذ بينهم وبين مصر، وأن كل محاولات الإساءة إلى العلاقات بينهم وبين المصريين لابد أن تمضي بالفشل، وأن مصر تنظر إليهم بكل الاحترام والتقدير والحب، في ضوء مواقفهم النبيلة منها.

الرسالة الثالثة، التي اتسمت بالقدر نفسه من الوضوح هي أن مصر تقيم علاقاتها مع كل دول العالم على أساس من التوافقية، وأن كل من يتصور أن علاقة مصر مع دولة ما تأتي على حساب دولة أخرى هو مخطئ تماماً.

الرسالة الرابعة التي حملها حديث السيسي مفادها أن هذا الحديث سيتحول إلى تقليد شهري يقوم على الوضوح والشفافية والصراحة.

وعلى أرضية من الوضوح والشفافية جاء تشديد الرئيس المصري على اهتمام مصر الكبير بالمؤتمر الاقتصادي، الذي أعدت له الحكومة المصرية العديد من البرامج، وتشارك فيه هيئة قناة السويس بمشروعات خاصة بها.

ويبقى أن نلاحظ أن ما طرحه السيسي كان بمثابة كشف حساب عن الشهور السبعة التي أمضاها في موقع الرئاسة، ومن حق الشعب المصري أن يتطلع إلى المزيد من الإنجازات.

كامل يوسف

Email