الانتخابات والمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل الانتخابات البرلمانية الوشيكة في مصر الاستحقاق الأخير في خارطة الطريق المصرية. وهي إلى جوار ذلك تعد الأرضية التي ستمضي مصر منها انطلاقاً إلى المستقبل.

وفي عقل ووجدان الملايين من المصريين، تستمد هذه الانتخابات أهميتها من أن الطريقة التي ستخاض بها وتحسم ستكون حاسمة في تحديد آليات العمل العام في مصر، في المرحلة المقبلة، إلى حد كبير.

من هنا يأتي الاهتمام الكبير والمتابعة المكثفة لكل تفاصيل هذه الانتخابات والتطورات المتعلقة بها من جانب الشارع السياسي المصري.

وهذه المتابعة بقدر ما تسفر عن حصاد يدعو إلى التفاؤل، فإن في هذا الحصاد ما يدعو إلى القلق أيضاً، ويؤكد أهمية تصعيد الاهتمام الشعبي والجماهيري لهذه الانتخابات.

في حصاد المتابعة هذا لا نملك إلا التوقف طويلاً عند إعلان رسمي صدر قبل أيام عن الهيئة العليا لحزب الوفد العريق، وهو إعلان يطرح التساؤلات حول القوى التي وقفت وراء تحديد قائمة «في حب مصر» الانتخابية، وفي الوقت نفسه يعلن الحزب عزمه التعاون مع القائمة للتوصل إلى «قائمة قومية» لخوض الانتخابات.

في الحصاد أيضاً، ترصد الجماهير بقلق العودة المكثفة لعناصر تنتمي إلى نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك لخوض الانتخابات، وكأن مصر لم تخض غمار ثورتين للقضاء على الفساد الذي كانت هذه العناصر على وجه التحديد وراءه، وها هي اليوم تطرح نفسها في الانتخابات وكأن شيئاً لم يكن.

في حصاد المتابعة أيضاً تنهض علامات استفهام عديدة حول الإنفاق على الدعاية الانتخابية بما يتجاوز كثيراً الحدود المسموح بها قانونياً.

وتتعدد العناصر المثيرة للاهتمام في حصاد متابعة الانتخابات البرلمانية، ولكن في المقام الأول تبرز حقيقة واضحة: إن الشعب المصري صهرته معارك عديدة، خرج منها صامداً وقادراً على مواجهة التحديات، والمعركة من أجل برلمان نظيف وكفء وفعال هي في صدارة هذه التحديات، والجماهير التي طالما ضحت وأعطت من أجل مصر قادرة على خوض هذه المعركة والانتصار فيها.

 

Email