بوتين يريد روسيا الأقوى

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، أنه لن يسمح بالتفوق العسكري على روسيا من أي بلد كان، وأنه سيعمل على الحفاظ على التفوق العسكري، بما في ذلك القدرات النووية. وفي التوقيت نفسه، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن روسيا ستعزز قواتها على الاتجاهات الاستراتيجية كافة، بما يتلاءم مع التحديات التي تواجهها اقتصادياً وعسكرياً.

هذا التوجه العسكري الواضح من قبل النظام الحاكم في الكريملين يعكس من ناحية عدم اهتمام من قبل النظام بالضغوط الاقتصادية والعقوبات المفروضة على روسيا من قبل واشنطن والتحاد الأوروبي، ويعكس في نفس الوقت تصميم روسي على التحدي والتصعيد وعدم التراجع عن أية مواقف أو قرارات اتخذتها موسكو في إطار الأزمة الأوكرانية، وعلى رأسها ضم شبه جزيرة القرم لروسيا.

الغرب يفرض العقوبات على روسيا، ويتهمها بخرق سيادة الدول المجاورة واحتلال أراضيها، وروسيا تتهم الغرب بإرسال قواته وأسلحته عبر المحيطات وعبر آلاف الأميال ليزرعوها حول أراضي روسيا، ويمدون الجيش الأوكراني بالسلاح والمال والأفراد ليقتل أفراد الشعب المدنيين في جنوب شرق أوكرانيا الرافضين للسلطة المفروضة عليهم في كييف، ويتهمون روسيا بدعم الانفصاليين الرافضين لسلطة كييف، وروسيا تنفي وتقول أنها تقدم المساعدات الإنسانية للشعب الأوكراني، الذي هو جزء تاريخي من أمة واحدة مع شقيقه الروسي. روسيا تبني أقوى جيش في العالم..

وليس لأحد أن يعترض على ذلك، بل على العكس، معظم دول العالم ترحب بذلك، لأنها تعلم أن روسيا ليست دولة إمبريالية، وليس لديها أي أطماع هيمنة أو نفوذ أو استعمار، بل كل هدفها هو حماية وحدة أراضيها، ودعم حلفائها وأصدقائها لحماية أمنهم وأوطانهم ضد المخططات التي تحاك من قبل الغرب، وخاصة من واشنطن، لتفتيت الدول وتقسيمها وزرع الصراعات والفتن بينها.

ما تتعرض له روسيا الآن من أزمات اقتصادية ومالية، لا يذكر بالمقارنة مع ما تعرضت له من قبل، سواء في زمن الاتحاد السوفييتي أو بعد انهياره، وكان الهدف دائماً هو تحطيمها وتفتيتها لأجزاء متفرقة، ولم يتحقق هذا الهدف أبداً لأن روسيا كانت دائماً قوة عسكرية عظمى، بغض النظر عن أحوالها الاقتصادية المتردية، وهذا ما يعيه الرئيس بوتين ويسعى لإقناع أعداء روسيا قبل غيرهم، بأنها هي الأقوى عسكريا، وأنهم مهما فعلوا ومهما جمعوا وحشدوا فلن يقدروا على قهرها.

Email