يومٌ للقوات المسلّحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أن يدعو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بتحويل الاحتفاء بذكرى جلوسه إلى يوم للعرفان والتقدير للقوات المسلّحة، فهذا يترجم تماماً مقولة «لكل مقام مقال».

أعني أن الخطوة العميقة وما رافقها من إشادة بدور القوات المسلّحة في الوصول إلى ما تشهده الإمارات من أمن واستقرار، جاءت على مقاس اللحظة التاريخية في مرحلة كفّت فيه الدول أن تكون قائمة بذاتها ومنعزلة عن مجريات الدول الأخرى القريبة والبعيدة، حيث أصبحت الأحداث والتطورات السياسية والأمنية مثل الرياح التي لا تعترف بالحدود والجغرافيا.

وعندما يدور الحديث عن القوات المسلّحة في دولة الإمارات فإنه يلامس حقائق تاريخية راسخة لا علاقة لها بأهواء كاتب أو شاعر أو حالم، إنما هي واقع موضوعي تجلى بدور هذه القوات في حماية أول وحدة ناجحة في تاريخ العرب منذ مؤامرة «سايكس - بيكو»، حيث إن أبناء القوات المسلحة هم، قولاً وفعلاً، رعاة الاتحاد وحماة الوطن الذين ثبت بهم البنيان واشتدت بهم أركان الدولة.

ومن هنا، فإن الكلام عن كون القوات المسلّحة عيوناً ساهرة حين تنام العيون ومضحّين حين يتردّد الآخرون وواقفين حين يجلس الآخرون، كلام في الصميم. القوات المسلّحة ليست فئة مجتمعية تقليدية..

وهي وإن كانت تحمل بعض ملامح مجتمعها، تحمل مواصفات نوعية أعلى ومهمّات استثنائية تتحدى الصعوبات وقسوة أي زمن، وتبقى على استعداد تام ومطلق لمواجهة التحدّيات أياً كان مستواها ومهما كانت طبيعتها، وفي كل الظروف المحلية والإقليمية والدولية. الكلام عن القوات المسلّحة في دولة الإمارات العربية المتحدة ينطوي على أهمية استثنائية في هذه المرحلة الاستثنائية في المنطقة والعالم..

وهي مرحلة تتّسم بشيوع الإرهاب على نحو غير مسبوق. وقد رأينا كيف أن بعض الدول التي تعرّضت للاستهداف أول ما استهدف فيها هي جيوشها وقواتها المسلّحة، باعتبارها العمود الفقري لجسد الدولة والمجتمع، وعندما تستهدف القوات المسلّحة بالإنهاك والاستهداف، تصعب بعدها السيطرة على زمام الأمور، ويكون البديل هو الفوضى واستحضار كل ما هو سلبي، وإخراج الخفافيش الظلامية من أوكارها لتعيث فساداً في البلاد والعباد.

وعطفاً على هذه المعطيات، يسجّل للقوات المسلّحة في الإمارات أنها تمثّل عموداً فقرياً صلباً وماكناً، وهي صاحبة الدور الأساس في نعمة الأمن والاستقرار التي تعيشها الإمارات، والتي جعلتها البيئة الأكثر جذباً في العالم للسياحة والاستثمار والعمل.

Email