رياح الخوف

كأنما من قلب المجهول ارتفعت، فجأة، دعوات أطلقتها أصوات مشبوهة، لتحويل الثامن والعشرين من نوفمبر إلى يوم حافل بالفوضى والاضطرابات والتمزق في شوارع مصر.

ولم يتردد أصحاب هذه الأصوات في استحضار إحدى أقدم الفتن في تاريخ الأمة الإسلامية، بدعوتهم مناصريهم إلى رفع المصاحف في هذا اليوم في الشوارع، وكأنهم يؤكدون أن هدفهم هو تمزيق مصر وإطلاق الفتنة في دروبها، وجعل العنف وجهاً للحياة في بلد يكرس كل طاقته للتنمية والبناء والرخاء.

الذين يقفون وراء هذا كله أرادوا أن يطلقوا رياح الخوف، لعلها تجتاح الشوارع والدروب في مصر، وتكسو وجه الحياة على أرضها، ووظفوا كل طاقاتهم للترويج لدعوتهم المشبوهة، وجعلها تتردد على الألسنة، وتتحول إلى فيض من الترقب والخشية والانزعاج.

لكن هذه الحملة المشبوهة تؤكد، قبل كل شيء آخر، الإفلاس الحقيقي لأذهان من يقفون وراءها، ويسعون لتحويلها إلى رياح صفراء محملة بالكره والبغض، لعرقلة مسيرة الشعب المصري.

الساعون إلى نشر هذه الرياح ينسون حقيقة أساسية، هي أنهم يحاولون إطلاق رياحهم المسمومة في مواجهة دولة، لها كل مقومات القوة، وقادرة على الصمود في مواجهة كل التحديات مهما كان عُتوها، وبغض النظر عن المؤامرات التي يتم حبك نسيجها.

 هؤلاء ينسون أن الشعب المصري قادر على الوقوف في وجه كل التحديات، وواثق من أنه سيرد مؤامرات المتآمرين في نحورهم، وأن الثامن والعشرين من نوفمبر لن يتحول إلي يوم للفتنة، بل سيغدو يوماً لتأكيد أن الشعب المصري قادر على التصدي للكيد المسموم، الذي يحاول الإرهابيون عرقلة مسيرته من خلاله.

في مواجهة رياح الخوف التي يحاول الإرهابيون إطلاقها، نجد مؤسسة الرئاسة المصرية تمضي باقتدار لتوثيق علاقات مصر بدول العالم، وفي مقدمها العواصم الأوروبية.

في مواجهة هذه الرياح، يمضي الشعب المصري إلى تنفيذ المزيد والمزيد من مشروعات البناء والتنمية، ويدخل في سباق مع الزمن لإنجاز مشاريع البنية الأساسية بصفة خاصة.

في مواجهة هذه المؤامرات، تؤكد مصر قدرتها على مواصلة السير في طريق الطموح والإنجاز، ولسنا نشك في أنها ستلقن أولئك الإرهابيين دروساً تعيدهم إلى ظلام العدم الذي حاولوا الخروج منه، والذي سيعودون إليه يقيناً متعثرين في خيبتهم وفشلهم.