بوتين الأقوى ودفاع «فوربس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختارت مجلة «فوربس» الأميركية الأسبوع الماضي في تقييمها السنوي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشخصية الأقوى تأثيراً في العالم لعام 2014، وجاء الرئيس أوباما في الترتيب الثاني، وهي المرة الثانية على التوالي، حيث كانت نفس النتيجة في العام الماضي. وتعرضت المجلة في العام الماضي لبعض الانتقادات من داخل أميركا بسبب اختيارها بوتين...

وذلك ما سبق أن حدث مع مجلة «تايم» الأميركية أيضاً عندما اختارت بوتين شخصية العام 2007، وهو ما حدث أيضاً مع صحيفة «تايمز» البريطانية العام الماضي عندما اختارت بوتين شخصية العام 2013، لكن الهجوم على مجلة «فوربس» الأسبوع الماضي من قبل وسائل الإعلام الأميركية، وخاصة التابعة لليمين المحافظ في واشنطن، كان حاداً ومبالغاً فيه، لدرجة اتهامهم للمجلة بفقدان الانتماء الوطني، رغم أن الاختيار للشخصيات يتم عبر تصويت بين عدد كبير من الخبراء والإعلاميين، من وسائل إعلام أخرى معظمها داخل الولايات المتحدة.

الهجوم الحاد على مجلة «فوربس» له ما يبرره لدى أصحابه، إذ إن إعلام اليمين المحافظ الأميركي الذي يسيطر على الساحة الأميركية والعالمية أيضاً، يتبنى حملة هجومية عالمية شرسة على الرئيس بوتين، منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية واسترداد روسيا لشبه جزيرة القرم، ويصور هذا الإعلام بوتين على أنه ديكتاتور مستبد يعتدي على الدول المجاورة الضعيفة ويسلب أراضيها، ويأتي تقييم «فوربس» ليضيع جهود هذه الحملة وما أنفقته من ملايين لتشويه صورة بوتين وسمعة روسيا.

في العام الماضي لم ترد «فوربس» على الانتقادات التي وجهت لها بسبب اختيارها بوتين، لكنها قررت هذا العام أن ترد وبقوة، فقالت إن أهم أسباب اختيار بوتين هو قراره «استرداد» القرم، ولم تقل المجلة في تقييمها ولا دفاعها إن بوتين «استولى» على القرم، بل قالت «استرداد»، وهذا في حد ذاته ما أشعل ثورة اليمين المحافظ الأميركي على المجلة وتقييمها، لأنه إقرار بأحقية روسيا في القرم، كما قالت المجلة إن بوتين رجل واثق من نفسه ومن قراراته، ولا يحيد عنها ولا يتراجع ولا يعير اهتماماً لأي ضغوط خارجية.

تقييمات كبرى الصحف والمجلات الغربية التي تضع بوتين على القمة، بالقطع ليست مجاملة لبوتين ولا لروسيا، لكنها تحترم القارئ ولا تحيد عن الواقع والحقائق، وفي نفس الوقت تؤكد شرعية ومصداقية مواقف روسيا، وزيف وكذب الادعاءات الغربية ضدها.

 

Email