في ذكرى رحيل عبد الناصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد غد 28 سبتمبر الذكرى 44 لرحيل جمال عبد الناصر، هذه الذكرى التي لم تمر مرة واحدة على مدى أكثر من أربعة عقود إلا وكانت معها أحوال الأمة العربية تؤكد بأن هذا القائد كان على حق في دعوته لوحدة هذه الأمة التي مات من أجل تضميد جراح الفرقة والنزاع بين أقطارها.

عشرات، وربما مئات من قادة وزعماء الدول رحلوا عن عالمنا منذ رحيل عبد الناصر، بعضهم لهم إنجازاتهم وكثير منهم لهم سلبياتهم، لكن لم يبقَ منهم من يثير الجدل والحوار وتدور حوله النقاشات الكثيرة، وترصد له الصحف صفحات..

وتكرس له الفضائيات البرامج، وتحد الألسنة للهجوم عليه وتنطلق الحناجر تهتف باسمه وفكره ومبادئه، سوى عبد الناصر، بل أنه رغم العقود الطويلة على رحيله مازال يخيف الكثيرين من أعداء الأمة العربية، ونذكر ما قاله الوزير الإسرائيلي إيهود باراك أثناء ثورة 25 يناير المصرية، عندما صرخ طالباً من واشنطن أن تحسم موقفها من الرئيس مبارك بسرعة قبل أن يخرج من الشارع عبد الناصر جديد.

الأمة العربية الآن تمر بظروف صعبة لم تشهدها في تاريخها، حيث يتربص لها أعداؤها ويسعون لتفكيكها وتفتيتها أكثر مما هي مفككة، ويطلقون في ربوعها عصابات الإرهاب الوحشية تقتل وتدمر تحت ستار الدين، لتتيقن الأمة أن لا سبيل لبقائها إلا باتحادها..

ويعود حلم عبد الناصر، الذي مات من أجل تحقيقه، يتردد وينطلق من جديد، من قلب العروبة النابض دائما بإذن الله، من مصر التي غرس عبد الناصر في وجدانها انتماءها العروبي ومسؤوليتها التاريخية عن حماية هذه الأمة والنهوض بها.

لقد حاولوا كثيرا بعد رحيله أن ينزعوا من وجدان الشعب المصري انتماءه لأمته العربية، ولم يفشلوا في هذا فحسب، بل فشلوا أيضا في نزع هذا الانتماء من باقي الشعوب العربية التي كان خطاب عبد الناصر ينطلق من مصر موجها إليها جميعا من المحيط إلى الخليج.

ها هي القيادات العربية الوطنية الصادقة والمؤمنة بعروبتها وبمصالح شعوبها العربية تعود لتلتف حول مصر، تدعمها بكل قواها لتنهض من جديد وتقود الأمة العربية لبر الأمان، وما تفعله الإمارات والسعودية وغيرهما مع مصر الآن ما هو إلا تأكيد على ما كان يردده ناصر دائما «نحن أمة واحدة، عدوها واحد، ومصيرها واحد».

Email