مواجهة قوية للإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

مؤشرات عدة يمكننا أن نرصدها بشكل فوري، من خلال مواجهة الشعب المصري أخيراً، لمحاولات أعضاء جماعة الإخوان المسلمين حشد كوادرها ومؤيديها، في الذكرى الأولى لفض الاعتصام في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر.

المؤشر الأول هو أن أبناء الشعب المصري وعناصر من الجيش والشرطة المصريين، قد أحبطوا جهود الجماعة الإرهابية في تحويل هذه الذكرى إلى مناسبة لإشعال الشارع، وذلك من خلال الوعي بأهمية إحباط ما حاولته الجماعة، الأمر الذي أدى إلى فشل جهودها على نحو ملحوظ.

المؤشر الثاني هو أن كل عمل إرهابي، بحكم طبيعته، يحاول إيجاد اختلال بين الإمكانيات المكرسة للقيام به، وبين التأثير النفسي الذي يحدثه لدى الجمهور المخاطب برسالته، ونلاحظ هنا الفشل المدوي للجماعة، فلم يكن هناك تأثير يذكر لجهودها، على الرغم من حرصها على توظيف المتفجرات والأسلحة والتظاهرات وقطع الطريق، وغيرها من الأدوات التي اعتمدتها.

المؤشر الثالث هو اعتماد الجماعة الإرهابية لأسلوب تخريب عناصر شبكة خطوط الضغط العالي المصرية، وبصفة خاصة في المناطق النائية، الأمر الذي يؤكد انفصالها عن أبناء الشعب وعدم ترددها في تخريب مصالحه، وهو ما يصب في المزيد من رفضهم لكل تحركاتها.

المؤشر الرابع الانصراف التام لأبناء الشعب المصري عن هذه المحاولات البائسة والمحبطة لعرقلة مسيرتهم، فالاهتمام الآن ينصب على المستقبل، وعلى خطط التنمية، ومشروعات البناء والتعمير، التي يتصدرها مشروع قناة السويس الجديدة.

لعل المؤشر الخامس، والمهم حقاً، هو أن الجماعة الإرهابية تتوج بهذا التخبط فشلها في اللحاق بركب العمل السياسي، حيث يجمع المراقبون على تأكيد الانحسار التام لفرص الجماعة والمؤيدين لها في الحضور في ساحة الانتخابات البرلمانية المقبلة. ربما لهذا كله نستطيع القول إن النسيان والانحسار يطبقان على هذه الجماعة التخريبية، تمهيداً لتحويلها إلى شيء ينتمي إلى الماضي، ويعجز تماماً عن أن يلقي ظلاله على المستقبل.

 

Email