جيش مصر ومَغُول داعش

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنظيم «داعش» نموذج مطور للإرهاب الدولي، الذي ترعاه جهات محددة في الغرب، ويهدف إلى مزيد من الفوضى والفتنة والتقسيم والهدم في الدول العربية كونها وسيلة لفرض الهيمنة والنفوذ..

ولا فرق بين القاعدة وطالبان، وداعش، والإخوان المسلمين، وغيرهم من التنظيمات، التي تحمل شعارات دينية وتمارس ممارسات وحشية وإرهابية لا تمت للدين بصلة، وكلها تدار من جهات محددة فقدت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي العدو الذي كان يبرر لها فرض هيمنتها ونفوذها في العالم، فذهبت تصنع عدواً جديداً تدعمه وتوجهه لخدمة مصالحها، وهو الإسلام السياسي والإرهاب الدولي. وبالقطع فإن هذه الجهات لن تقبل بأن تكون في المنطقة العربية دولة كبيرة متماسكة تملك جيشاً قوياً، ولهذا فإن مصر كانت وستظل هدفاً رئيساً لهذا المخطط الإرهابي الدولي، الذي يعبث في سوريا والعراق، ويخطط للتوجه إلى مصر.

وقد صدرت تصريحات لقادة من تنظيم داعش تؤكد أن مصر وجيشها هدف رئيس لهم، وأنهم قادمون إليها آجلاً أو عاجلاً، وتداولت مواقع الإنترنت أفلاماً مصورة لتصريحات قادة داعش حول مصر. و

لا شك في أن دول الخليج العربي التي تدعم مصر حالياً، ليست بعيدة عن أخطار هذا المخطط، بل هي من الأهداف الرئيسة له. والدعم العربي لمصر يشكل هاجساً مخيفاً للجهات البعيدة الداعمة والموجهة للإرهاب، خاصة مع المؤشرات الواضحة في التعاون الأمني والعسكري بين مصر والدول العربية- الخليجية.

من الخطأ الشديد التفرقة بين الإخوان والقاعدة وداعش وطالبان وغيرها من أشكال الإسلام السياسي الدولي، خاصة أن تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين تؤكد وحدة هذه التنظيمات، وأنها كلها صنيعة غربية، وحديث وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون المتداول على الإنترنت يؤكد ذلك، حيث تعترف فيه صراحة بأن أميركا هي التي صنعت كل هذه التنظيمات لخدمة أهدافها.. فلماذا نُكَذب نحن هذا الأمر؟ ولمصلحة من ننكره وندعي أنه من نظرية المؤامرة؟

على مصر أن تستعد جيداً لصد مَغُول العصر الحديث، كما دحرت مغول الماضي، وعلى العرب أن يدعموا مصر وجيشها بكل قوة، وأن يغيروا من سياساتهم الخارجية التقليدية، التي ثبت أنها ضد مصالحهم، والتوازنات الدولية الآن تساعدهم تماماً على هذا التغيير، فقط ينقصهم القرار الحاسم وتسمية الأعداء بأسمائهم. وعلينا أن نعلم أن الوقت ليس في صالحنا، فالعدو يتحرك بسرعة، وداعش التي لم نكن نسمع عنها شيئاً منذ أشهر قليلة، باتت على وشك السيطرة على العراق كله.

Email