موعد مع المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل الإقبال الهائل من جانب الناخبين المصريين على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، التي تشكل المرحلة الثانية من خريطة الطريق، ظاهرة لافتة للنظر، لا يمكن إلا أن توصف بأنها تاريخية، وجديرة بالتوقف عند دلالاتها العديدة، التي تستحق أكثر من قراءة معمقة.

وأول ما يلفت نظرنا هو إصرار القوى الهدامة والمخربة على محاولة تشويه الصورة المضيئة للاستحقاق الانتخابي، ففي وقت مبكر جداً من صباح اليوم الأول من اليومين المخصصين للعملية الانتخابية، جرت محاولة لتعكير صفو الوضع الأمني، عبر قنبلة بدائية الصنع في المحلة الكبرى، المعقل الكبير للوعي السياسي في مصر، لكن رجال الجيش والشرطة تصدوا لهذه المحاولة وغيرها، في إعلان حاسم عن أنه لا مجال للتلاعب بالوضع الأمني، فيما مصر تنتخب الاستقرار، كما عبرت «البيان» في عنوانها الرئيس أمس.

ونتوقف كذلك عند المحاولات التي درجت العناصر نفسها على القيام بها، من خلال الإشارة إلى أن الشباب لم يقبلوا على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، لكن هذه المحاولات بدورها منيت بالإخفاق، فقد بدا جلياً لكل من تابع الانتخابات أن الشباب المصري كان حريصاً على الحضور والمشاركة، لأن الاستحقاق الكبير كان عملاً وطنياً في المقام الأول، كان عملاً من أجل مصر، ومن أجل أبنائها جميعاً، بغض النظر عن فئاتهم، وشرائحهم، وانتماءاتهم.

وكما وعد الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور في كلمته المتلفزة، بدا واضحاً مدى التزام الدولة المصرية بالوقوف على الحياد في الانتخابات، التي تتابعها هيئات ومؤسسات عالمية عديدة في مقدمتها الاتحاد الأوروبي، من خلال مراقبيها في اللجان

والحقيقة الأكثر وضوحاً في هذه الانتخابات هي أن الشعب المصري، الذي عاش ثلاث سنوات حافلة بالمعاناة، سبقتها ثلاثة عقود من الأزمات، والمشكلات، والتردي المستمر، يراهن الآن على المستقبل، وهو مستقبل يراه المصريون جميعاً استمرارية من البناء والعمل الجاد والإصرار على عودة مصر القادرة والقوية والمؤثرة في إقليمها.

هذا العناق للمستقبل، كما يعرف المصريون جميعاً، له ثمن غال، يدفع في صورة العرق والجهد، ولحظة الانطلاق إلى هذا المستقبل هي هذا المرور الصعب عبر الاستحقاق الانتخابي. لهذا على وجه الدقة، تنعقد إرادة المصريين جميعاً على تأكيد إصرارهم على اجتياز كل العوائق التي تواجههم، وصولاً إلى المستقبل المأمول.

 

Email