بداية صحوة فلسطينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتفاق غزة للمصالحة، الذي يأتي تنفيذاً لاتفاق القاهرة في 4 مايو 2011، وما تبعه من تفاهمات في الدوحة، يوحد الأشقاء الفرقاء في حركة التحرير الفلسطينية «فتح» وحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، بعد سنوات طويلة من الخصام.

مصالحة فلسطينية، يكفي أنها سترسم البسمة على شفاه شعب أرهقه هم الفرقة، وجفت حناجره مطالباً برأب الصدع الفلسطيني، الذي أثر بشكل سلبي في الموقف الفلسطيني دولياً، وعلى الروح الشعبية داخلياً.

وإذا ما أنجز تنفيذ الاتفاق، فسيكون بداية الصحوة من جديد للقضية الفلسطينية، وستعود المياه إلى مجاريها، ويعود الملف الفلسطيني إلى الواجهة الدولية، خصوصاً بعد الترحيب الدولي الكبير بالمصالحة، ما أغاظ عدو الشعب الفلسطيني الأوحد، إسرائيل.

وجعل رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو يتخبط مع حكومته، مهدداً بفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية، سعياً منه لأن تكون رادعاً للقرار ذي الشأن الفلسطيني البحت.

المصالحة تعني توحيد الصف والموقف والكلمة، بالإضافة إلى التوجه السياسي، وحماس ستكون في هذه المنظومة تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.

وبهذه الوحدة الوطنية الفلسطينية، ستصبح إسرائيل في موقف محرج أمام المجتمع الدولي، إذ لم تعد لديها شماعة حماس الفلسطينية (الإرهابية في نظر أغلبية المجتمع الدولي)، التي تسيطر على قطاع غزة الذي يصل عدد سكانه 1.7 مليون نسمة، لتبحث عن شماعة جديدة تحمل عليها فشل المفاوضات وعدم تحقيق السلام.

الشماعة الجديدة لإسرائيل ستكون هي نفسها الجانب الفلسطيني، لكن بأسلوب آخر، وبإجراء استباقي، حيث أعلن أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بيان، أن الحكومة الإسرائيلية لن تجري مفاوضات مع حكومة فلسطينية تكون حركة حماس جزءاً منها، بالإضافة إلى تصريح نتنياهو بأنه «إما السلام مع حماس أو السلام مع إسرائيل».

وهذا يكشف مجدداً نوايا إسرائيل لإفشال عملية السلام والمفاوضات، من خلال توسعة الاستيطان، واستمرار القتل والاعتقال، ومحاولات تهويد القدس وتدنيس المسجد الأقصى، والاقتحامات العسكرية، والتنكيل بالشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى رفضها الاعتراف بحق فلسطين في الوجود على حدود 1967.

انكشاف نوايا إسرائيل للعالم أجمع، نقطة لصالح الجانب الفلسطيني، وإنهاء الانقسام خطوة في المسار الصحيح لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في استعادة كافة حقوقه المشروعة، وسيعزز الموقف الفلسطيني في مفاوضات السلام، وعلى الصعيد الداخلي والدولي.

 وهذا يستوجب دعماً عربياً للسلطة الفلسطينية في مواجهة ما تتعرض له من ضغوط إسرائيلية، بالإضافة إلى توفير الدعم اللازم لإنجاح المصالحة الفلسطينية، لا سيما أن المصالحة من المتطلبات الأساسية لقيام الدولة الفلسطينية، ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه الشرعية كاملة، وهو أمر حتمي لتحقيق السلام في المنطقة.

Email