رسالة الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

سُنة الاختلاف سمة الحياة وامتدادها الأبدي والتعايش رسنُ الحضارة وأساسها وسُلمها القوي إلى عماد المجد، ومن دون هذا الوعي لا يمكن للأمم أن تتطور وتقود ركب الإنسانية إلى آفاق متقدمة في رحلتها، فالروابط الإنسانية أقوى ضمانات التعايش، واحترام الاختلاف وتعدد الملل والأعراق من أهم مظاهر التعايش الحضاري.

منذ أيام قليلة صدر في الإمارات قانون مكافحة الكراهية والتمييز الذي يكرس قيم التسامح والتعايش عبر مساطر إجرائية احترازية رادعة، مع أن الإمارات تقدم أكبر نموذج حضاري للتعايش والتآلف والتسامح، لكن هذا القانون ضمانة تصد موجة التطرف التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن، والامتداد الأرعن للفكر الداعشي.

القانون لقي صدى واسعاً، محلياً وخارجياً، لأنه يكرس بيئة التسامح وسعة الأفق وقبول الآخر، وهي عناصر متوافرة في النموذج الإماراتي، القائم على أساس العدالة واحترام التنوع الثقافي، وعدم التمييز على أساس الخلفية الدينية أو العرقية أو الإثنية.

بدون هذا التعايش لا نظام ولا تطور حضارياً، فالإنسانية مظلة كونية تسع الجميع، وفي عمق مرجعياتنا الدينية السمحة ما يدعو لذلك، فأهل الذمة كانت حقوقهم دائماً مُصانة، وارتبطت العصور الإسلامية الذهبية بفترات التعايش معهم، والتبادل والتعلم والاحترام، كما كان للسلطة المركزية دور كافل في حماية هذه الحقوق.

أول من أمس، وفي محفل عالمي، وجه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، خلال زيارته معرض إكسبو ميلانو الدولي، رسالة تكرس هذه القيم الأصيلة، وتكسبنا أصدقاء جدداً من شعوب ودول العالم قد لا يعرفون الكثير عن ثقافتنا وحضارتنا العريقة، مُقدماً رسالة إنسانية إلى شعوب العالم مفادها أن الإمارات ترحب بضيوفها من مختلف الثقافات والجنسيات دون تمييز، إيماناً بالروابط الإنسانية التي تجمع الشعوب وتشكل جسوراً للتقارب والتواصل.

 

Email