سَماحة..

ت + ت - الحجم الطبيعي

 يطل علينا شهر الرحمة والخير والسماحة، حاملاً معهُ الكثير من الفُرص والمزايا والهبات، أقلها العودة إلى نفوسنا، والغوص عميقاً في تفاصيلها، مُلامسة قلوبنا ومُصافحتها، والخروج من هذه الرحلة بزاد يشي بجواهر ومكنونات أرواحنا وشفافية مراياها.

رمضان فسحة الله وجنة خالدة مُرصعة مُقتطعة من الوقت في بحر الزمن، فيها نُعانق سُنناً كونية كبيرة وعادات حياتية عظيمة، ونتمرسُ على طاعات ترفد دواخلنا وتشحنها بالكثير من القيم والأخلاقيات الجميلة. صبرُ البدن خلال الصيام، وكف اللسان، وصون النفس على ما يزينها، عادات وخصال من دروس المدرسة الرمضانية، ترتقي بها إلى أعلى القمم..

وتروضها في سهوب الصفاء، خيول بيضاء تنشدُ الكمال وغمامات تغسل الدرن والعوالق وشوائب الطين في آدميتنا الناقصة. فما أعظمها من دروس، يهبها هذا الزائرُ الخفيف، والضيفُ اللطيف، العابر كل عام، وفي سلاله فضلٌ وعتقٌ وسماحةٌ وعفو وكرامة، فيا باغي الخير أقبل..

 

Email