مُلهم الأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

»محمد بن راشد آل مكتوم، من أبرز صنّاع التحوّل في مختلف حقول التنمية الثقافية ولا تزال بصمته الفريدة وجهوده الحثيثة تمتد إلى ربوع الأرض كلها، تثري الثقافة العربية إبداعاً وفكراً، وتنشر روح التسامح وقيم الأصالة والتعايش السلمي، وتبث الطاقة الإيجابية والأمل، وتشجع على التميّز والريادة«. هكذا صدح بيان اللجنة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها التاسعة، أمس، بعد اختياره شخصية العام.

والمتأملُ لهذه الكلمات، والمتابعُ لمسار رؤية محمد بن راشد التنموية الشاملة، يدرك ملامستها للواقع في مُقاربته على مستوى التنمية الثقافية والإنسانية، هذه الرؤية التي رسّخت حضورها الواسع، تزرع الأمل وتسوق المُمكن، مُشكلة مصدر إلهام واقتداء.

التحول النهضوي والثقافي الذي قاده على مستوى الإمارات، ثمرة رؤية بعيدة وتراكمات، هو ربان سفينتها الحاذق، فهو القائد المثقف والشاعر، المخططُ والاستراتيجي الذي جعل من الدولة وجهة للفن والثقافة، ورشات مُستمرة و»دينامو« معرفياً يحتضن أكبر المهرجانات والتظاهرات الثقافية، وفق توليفة متناغمة، لكل إمارة فيها هويتها في تكامل صنع قوة وثراء في تمايزاته الغنية. فقبل أيام طالعتنا تقارير إعلامية دولية، أشارت إلى خطف دبي لقب الوجهة الثقافية والفنية من مدن عريقة لها تراكماتها، مثل القاهرة وبيروت والدار البيضاء، كونها مدينة تشهد تحركاً واستقطاباً واسعاً للحراك الثقافي في العالم العربي، عززته روح التسامح والتعايش السلمي في مُجتمعها العالمي.

هذا الوجه الحضاري الناصع الذي يرد بريق الجمال والألفة للمدن العربية بدل الخراب والتخلف، جزء من بصمة فريدة وجهود حثيثة لمحمد بن راشد، ترد رونق حضارتنا الزاهية، ترممُ مشهداً باهتاً من بغداد إلى القيروان، ترأبُ الصدع وتبث الطاقة الإيجابية والأمل.

صناع الأمل والتحولات يستحقون الاحتفاء، لأنهم قلة في عالمنا العربي، بسبب غياب التصور الشامل الحصيف لدولة الرفاه والعدالة، ورؤية الإبداع وآفاقه المفتوحة.

Email