مانشافت

ت + ت - الحجم الطبيعي

ربما يبدو العنوان غريباً على الصفحة، فهي ليست رياضية للتحدث عن المنتخب الألماني المتوج حديثاً بطلاً للعالم، والمعروف رياضياً بالمانشافت، أي الفريق أو الرجال كما يقولون.

لكن الأهم في فوز المانشافت يتمثل في تلك العقلية الألمانية التي قادت للفوز، وهي بالمناسبة عقلية لا تختلف عن طبيعة الشعب الألماني ومظاهر الجدية والتخطيط بأدق التفاصيل، وفن الإدارة الذي يصبغ عمل الألمان، ليس في الرياضة فقط ولكن الأمر ينسحب على الاقتصاد والعلم والثقافة والمجتمع وغيرها من مجالات الحياة المختلفة، والذي نراه اليوم في تكنولوجيا المرسيدس أو البي أم دبليو أو الأودي أو ملابس اديداس أو بوما أو مشاهدة مايكل شوماخر أو فيتيل من بعده في حلبات الفورمولا، فضلاً عن أفكار نيتشه وسلسلة طويلة من المفكرين والأدباء.

ألمانيا خرجت مدمرة بعد الحرب الكونية الثانية، وقسمت إلى 4 أجزاء، لكنها انطلقت بعد ذلك بسرعة سياراتها، بل إن نموها الاقتصادي احتاج إلى أكثر من سكان ألمانيا وملايين الأتراك وغيرهم من شعوب العالم، الذين تدفقوا على ألمانيا للعمل في المصانع والورش والمؤسسات التي حولت ذلك البلد إلى أكبر مصدر في العالم، متفوقاً على جميع الدول التي هزمته في الحرب.

وما جرى أخيراً خلال الأزمة الاقتصادية العالمية، يثبت كيف يعمل ويخطط الألمان، فألمانيا هي من الدول القليلة التي لم تتأثر بتلك الأزمة ولم تطلها سهام النقد، بل هي اليوم مسؤولة تماماً عن إصلاح البيت الأوروبي الذي يعاني تحت وطأة البطالة والأزمات المتلاحقة.

إذاً الأمر لم ولن يكون خبطاً عشوائياً، بل هو فن وإدارة وعمل وتخطيط بأدق التفاصيل، وهي أمور ما أحوجنا إليها وقد تكون بداية لوصفة نجاح.

Email