رؤية للمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

يصعب، إلى حد الاستحالة، أن تفلح هذه الأيام في الاتصال بالدكتور جابر عصفور، عبر أي من هواتفه العديدة، فهو بلا شك مشغول في الرد على جموع مهنيئه بتوليه منصب وزير الثقافة، في حكومة المهندس إبراهيم محلب، التي أدى أعضاؤها اليمين الدستورية.

ولكن حتى إذا نجحت، بمعجزة ما، في الاتصال به، فإنك ستجد حديثه ينصرف تلقائياً إلى الموضوع الأثير عنده، الذي يشغله منذ وقت طويل، وقد حان الأوان ليحوله من مفهوم، يتحمس له إلى برنامج عمل للوزارة، في المرحلة المقبلة، وهو ضرورة توظيف المنظومة الثقافية في تطوير الوعي والثقافة المصريين. هذا المفهوم كان موضوع مقال مطول كتبه الدكتور جابر عصفور، أخيراً، ونشره في صحيفة «الأهرام».

يرى الدكتور جابر عصفور أن وزارة الثقافة، ليس في مصر وحدها، وإنما في أي دولة في العالم، لن تفلح في إنجاز وظيفتها إلا من خلال تعاون منظومة ثقافية متكاملة، تضم خمس وزارات، في مقدمتها وزارات التربية والتعليم، والأوقاف، والآثار، إضافة إلى مكونات المجتمع المدني، وعلى رأسها الأحزاب، والنقابات، والاتحادات، والجمعيات، وغيرها كثير. هذه المنظومة الثقافية يشبهها الدكتور جابر عصفور بتروس في ماكينة متكاملة، كل منها يحرك الآخر، ويتحرك به في آن، ومن شأن إخفاق أي منها في أداء نصيبه من الحركة، أن يحبط عمل المنظومة بكامله.

ولسنا نشك في أن الحياة الثقافية في مصر، شأن بقية مكونات الحياة العامة هناك، ستشهد دفعة كبرى إلى الأمام، آن أوانها حقاً، بعد طول جمود.

Email