النادي اللبناني للصواريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

حديث البلد البرنامج الذي تعرضه فضائية "mtv" اللبنانية، فاجأني في حلقة الأسبوع الماضي، كما الكثيرون، بالكشف عن البرنامج الفضائي الذي أطلقه لبنان العزيز على قلوبنا في العام 1960، ووأدته القوى المهيمنة على العالم في مهده عام النكسة 1967، بفعل ضغوطات سياسية خارجية، كانت ولا تزال تعزز قوة الكيان الصهيوني الذي زرعوه في قلب وطننا العربي "فلسطين السليبة"، حيث نال عدو أمتنا التاريخي كل الدعم من القوى ذاتها، من أجل بناء ترسانته العسكرية وتمكينه من غزو الفضاء للتجسس على دولنا.

البرنامج الفضائي الصهيوني انطلق في العام نفسه 1960، عندما أنشأ بن غوريون أحد طلائع الحركة العمّالية الصهيونية في مرحلة تأسيس "إسرائيل"، ورئيس وزرائها الأسبق، اللجنة القومية لأبحاث الفضاء، حيث تمكنت من إطلاق سلسلة صواريخ "أفق" ثم سلسلة "عاموس"، ناهيك عن الصواريخ بكل أنواعها وصولاً إلى "النووي" غير المحظور عليها وحدها في المنطقة.

لم يبق من المشروع اللبناني، الذي كان الأول من نوعه في الشرق الأوسط، إلا الذكريات حيث أخرج الزوجان خليل جريج وجوانا حاجي توما، فيلماً وثائقياً بعنوان "النادي اللبناني للصواريخ"، يحكي قصة تطور سلسلة صواريخ "أرز من 1 إلى 8"، حيث كانت تزداد ضخامة ودقة الصاروخ إلى أن تجاوز مداه 600 كلم، وكان رمزاً لسلسلة «أرز 4» التي تم إطلاقها العام 1963، وسقط في البحر بالقرب من قبرص، ما دفع بريطانيا إلى الاحتجاج رسمياً ضد لبنان أمام مجلس الأمن!!

المشهد مؤلم جداً، وبكل المقاييس، بين ما نحن عليه وما وصل إليه عدونا، على الرغم من أننا أمة قوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة".. إنهم يقتلون حتى أحلامنا، فمن يملك القوة بكل أشكالها، يملك القرار ويفرض الشروط ويحقق الأهداف التي يسعى إليها، وإن كان الثمن أرواح الآخرين ونهب ثرواتهم وتدمير حاضرهم ومستقبل أجيالهم.. إنها شريعة الغاب التي تتطلب أن نتسلح لها بأنياب ومخالب الليوث.

Email