أمنيات العام الجديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

اليوم نودع العام 2013، بكل حلاواته ومراراته، التي شهدها العالم، وخاصة وطننا العربي، الذي لا تزال تؤلمنا جراحات بعض أوصاله النازفة بأيادي الطغاة، وعتاة الغدر والإرهاب، الجاثمين على صدور شعوبهم منذ سنوات، ويحرمونهم قوتهم اليومي، وينهبون ثروات الأوطان، وينتهكون حرماتها، من أجل الفوز وأذنابهم بمتع حياة فانية.

غداً نستقبل أول أيام العام الجديد 2014، الذي نبتهل فيه إلى المولى، عز وجل، أن يجنبنا ويلاته، ويحقق أمانينا في عودة الأمن والاستقرار إلى بعض دولنا العربية المنكوبة شعوبها في حكام وميليشيات سفك دماء ومرتزقة، يلهثون خلف كرسي الحكم، وإن كان ثمنه أرواح الأبرياء، وأنّات الجرحى، وعذابات الثكالى والأيتام.

الصور المؤلمة، التي تشهدها أرض الكنانة، وسوريا، والعراق، ولبنان، واليمن، وليبيا، وتونس، وما يتعرض له الأشقاء من قتل وتشريد، يدمي القلب، ولا نملك سوى أمنيات بأن تفهم الأنظمة غير المرغوب في بقائها، الدرس، لتجنيب هذه الأمة المغلوبة على أمرها، المزيد من الويلات..

وكلنا أمل بأن يتعلم أبناء الشعب العربي أننا في سفينة واحدة، ويجب علينا أن نتعاون ونتكاتف للوصول بها إلى بر الأمان، وأن يتحمل كل في موقعه مسؤوليته تجاه وطنه، الذي يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى سواعد الشرفاء من أبنائه، لتعود عجلة الإنتاج إلى الدوران، وتبدأ مسيرة البناء، التي توفر العزة والقوة والأمان والحياة الحرة الكريمة للجميع.

لا نريد تكرار واجترار أنظمة فاسدة بائدة، يتوجب شطبها من تاريخنا، ليكون شعار عمل المرحلة الجديدة "نبدأ من حيث انتهى الآخرون"، من أجل قطف ثمار ثورات ربيع عربي، طال انتظارها، وكان ثمنها دماء شباب، عقدوا العزم على اجتثاث الظلم والطغيان والإرهاب من جذوره..

نتمنى أن يكون العام الجديد عام وفاء لتلك الدماء الزكية، بالتعاضد وتكاتف الجهود، لإعادة الأمن والأمان والاستقرار والطمأنينة للأبناء، والأجيال القادمة.

Email