حياتك ودقيقتان

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم: «إياكم والجلوس بالطرقات. قالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال: فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقها. قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر».

إنها أخلاق المسلم الذي يلتزم بالقوانين السماوية، مصدر تشريعنا في القوانين الوضعية التي تنظم حياتنا اليومية، فما تشهده الطرقات من حوادث مؤلمة ومفجعة، نتيجة رعونة بعض سائقي المركبات، يتطلب تشديد العقوبات وتوقيع أقساها على تلك الفئة المستهترة بأرواح الآخرين، حتى لا يفقد المجتمع مزيداً من الضحايا، وتزداد أعداد المعاقين، فقد سجلت الحوادث المرورية الناجمة عن القيادة بسرعة زائدة 76% من إجمالي الحوادث في الدولة.

في دراسة أجراها المعهد الوطني للسلامة المرورية بدبي، تبين أن قيادة مركبة بسرعة 120 كلم في الساعة تقطع مسافة 10 كيلومترات في 5 دقائق، بينما تقطعها مركبة تسير بسرعة 80 كلم في الساعة في 7 دقائق ونصف الدقيقة (أي فارق الوقت 2.5 دقيقة)!

وباستعراض الكوارث الناجمة عن اختصار الزمن «2.5 دقيقة» تبين الآتي:

قدرة سائق المركبة بسرعة 120 كلم/ الساعة، على المناورة عند مواجهة أي طارئ «صفر»، ولا يمكنه اتخاذ قرار مناسب، ونسبة تورطه في ارتكاب حادث 150%، ويؤدي حادث دهس أي عابر طريق إلى موته.

اصطدام المركبة التي تسير بسرعة 90 كلم/ الساعة بحاجز ثابت يدمر نصفها الأمامي.

سائق المركبة بسرعة 80 كلم/ الساعة، يمتلك قدرة على المناورة لتفادي الحادث والتقليل من الخسائر البشرية والمادية، لأنه يستطيع اتخاذ القرار المناسب، بالسيطرة على عجلة القيادة والتقليل من الأضرار في حال وقوع الحادث.

معادلة بسيطة نتمنى أن يعمل كل سائق مركبة على تجنيبنا وإياه كوارثها، والاقتداء بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إماطة الأذى عن الطريق صدقة». فالالتزام بالتعليمات والإرشادات والأنظمة والقوانين المرورية، «كف أذى» عن الطريق.

Email