ضيف يخدش الحياء

ت + ت - الحجم الطبيعي

موضوع بعض الفضائيات الذي تناولناه الأسبوع الفائت تحت عنوان «فضائحيون وفضائحيات»، أثار شجون بعض الزملاء والأصدقاء والقراء الأعزاء الذين تنفسوا الصعداء باتصالاتهم الهاتفية أو تدوين تعليقاتهم عبر موقع صحيفتنا الإلكتروني، وكلهم شاطرونا الرأي في أننا وضعنا الإصبع على جرح مؤلم بين كثير من المآسي التي ضاقت الصدور بها مما تقرره وتفرضه تلك الفضائحيات على مشاهدي الشاشة الفضية المغلوبين على أمرهم، ورغماً عن أنوفهم.

ما آلت إليه أحوال بعض فضائياتنا، إن لم نقل معظمها، يدمي القلوب ويعصف بأجيال هي الثروة ورصيد المستقبل، بالأمس القريب غزتنا المسلسلات المكسيكية المدبلجة حاملة عادات وتقاليد وتقليعات مجتمعات نحن في غنى عنها، واليوم تتوالى بمختلف الألوان والأصناف مثيلاتها من تركيا واليابان والهند وغيرها، بلهجات متعددة لاستقطاب فئة مستهدفة غابت عن الوعي طائعة وانسلخت عن مجتمعاتها، وباتت تجهل الغث من السمين، لأنها تسعى فقط إلى التعلق بالوهم، والقدوة التي تجرفها نحو الهاوية، وقد أحدث فعلاً أحد تلك المسلسلات شرخاً في أكثر من بيت، ما أدى إلى تدمير علاقات أسرية ثبت أنها هشة، وحجر أساسها أوهن من بيت العنكبوت.

الفاجعة والألم الكبير والطامة الكبرى، ما نشاهده من تهافت للكم الهائل من الشبان والشابات على برامج مواهب الغناء والرقص و«الهشّك بشّك»، والأشد مرارة والعجيب، أمر بعض أولياء الأمور الذين يتفاخرون بإنجاز أبنائهم وإن كان على حساب ما تربينا عليه وتعاليم ديننا الحنيف.

رحم الله أيام برامج «افتح يا سمسم» التربوي التعليمي ومسلسلات «اشحفان القطو» و«درب الزلق»، التي تحترم المشاهدين بالحفاظ على عادات مجتمعاتنا وتقاليدنا الأصيلة، فالضيف الوحيد الذي يدخل بيوتنا من دون استئذان آنذاك، لا يخدش حياء مضيفيه ولا يلوث سمعهم وأبصارهم. احذروا ضيف اليوم الفضائي الذي يهدف إلى خدش حيائنا وتدمير حياتنا.

Email