فضائحيون وفضائحيات

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعض قنوات التلفزة الفضائية في عالمنا العربي والتي تستحق بجدارة تسمية فضائحيات، تذكرني بمسلسل فايز التوش للفنان المبدع غانم السليطي، الذي تناول في إحدى حلقاته مستشرفاً مستقبل الفضائيات، مواصفات المذيعة الفضائية، حيث كان يقوم بدور مدير إحدى تلك الفضائيات ويشرف على تعيين المذيعات بنفسه، وخلال المقابلة كان يحدد موقع عمل كل متقدمة للوظيفة حسب ما تستر من جسدها، وكن معظمهن بنتيجة الاختبار "مذيعات يصلحن بالكاد لقنوات تلفزة أرضية"، إلى أن وصلت صاحبة المؤهلات المطلوبة بزيها الفضائي، فطلب منها أن تكشف المزيد عن المنطقة المعتمدة فضائياً "ما بين الصدر والنحر"، لتتفرد بصدارة الفضائية التي ستخترق برامجها كل الحصون، وتصبح حديث الكبير والصغير داخل البلاد وخارج حدودها !!

الحلقة ذاتها نتابعها في كثير من الفضائحيات التي تروج الأجساد بمذيعات مؤهلاتهن ما شف من الثياب وكشف، وألوان قوس قزح على وجوههن، ولتحترق لغة الضاد فداء لعيونهن، فلا ضير أن تقدم إحداهن نشرة الأخبار بلسان يلثغ في كل الحروف، أو تستعرض أخرى سيقانها في حوار مع أحدهم من الخبراء في التحليل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفنون والآداب والتدبير المنزلي.

تابعت بحزن مذيعة - أحترمها - في برنامج حوار إخباري، كانت تحرك ساقها المكشوفة عندما تزورها الكاميرا، لا أدري من أجل أن تخفيها خجلاً عن عين الكاميرا وعيون المشاهدين أو أنها تلفت الأنظار لجديدها على الشاشة.

الطامة الكبرى وجوه الفضائحيين التي اخترعتها تلك الفضائحيات لتأييد موقفها تجاه قضية ما أو بلد ما، حيث تتولى تلقينهم بما يجب أن يقولوه ويروجوه لحسابها، وإن كان الثمن جماجم الأبرياء، تلك الفئة انتشرت كالنار في الهشيم، في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، حيث أصبح الإمعة مفتي الديار، نسأل رب العرش العظيم أن يلهمنا الصبر والسلوان.

Email