تسوّل واحتيال عاطفي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تناولنا في الأسبوع الفائت ظاهرة النصب عبر الهاتف المحمول والبريد الإلكتروني، التي انتشرت مؤخراً وراح ضحيتها العشرات نتيجة اللهاث وراء جوائز وهمية وأحلام يقظة بالثراء السريع !!

الظاهرة الأكثر فتكاً التي انتشرت أيضاً عبر الرسائل النصيّة وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، ذات شقين أحدهما التسول الحضاري وثانيهما الاحتيال العاطفي .. منذ أيام تلقيت رسالة نصيّة عبر هاتفي المحمول يسألني مرسلها "لا أعرف ذكراً كان أم أنثى"، تحويل مبلغ من المال إلى رقم هاتف آخر، موضحاً أنه في حالة صحية حرجة ويحتاج إلى مساعدة، علماً بأن الرسالة واردة من رقم هاتف دولة أجنبية .. لا أدري كيف تتم عمليات النصب هذه، وهل يتقاسم صاحب الرسالة والمرسل إليه المبالغ التي يحصلان عليها من الضحايا ؟!

أما الاحتيال العاطفي فكان يتم في السابق عبر رسائل نصيّة من فتيات عابثات كن يحصلن من خلال تلاعبهن بعواطف الشبان المتيمين بصوت أية أنثى، على مبالغ مالية لتزويد مركباتهن بالوقود أو تعبئة رصيد حساب الهاتف، اليوم تطورت قنوات الاتصال وأصبحت الشبكة العنكبوتية تغص بأشكال وألوان من المتلاعبين بالمشاعر "ذكوراً وإناثاً"، فالبعض امتهن فنون اصطياد اللواتي تخدعهن قصص المسلسلات والأفلام التي تغزونا من كل حدب وصوب، وبخاصة إذا كانت الباحثة عن "ظل راجل" قد فاتها قطار الزواج، فمثلها سرقت الذئاب البشرية منها قلبها ومالها وتبخرت أحلامها .. في حين أتقنت أخريات فنون اللعب على الحَبْلين والعزف على كل الأوتار، واستطعن اصطياد أكثر من مغفل بحجر واحد!!

إلى كل الضحايا نقول : خذوا حذركم .. وإلى كل العابثين السارقين نقول: خافوا ربكم.

 

Email