إعلام صناعة الكذب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُصدّق بعض الإعلام العربي الرسمي الذي تسيطر على وسائله في عدد من الدول، فئة تجانست في الفكر الفاسد مع رموز نظامها الذي عمل منذ عقود على إدخال عقولنا حالة التجمد، الكذب الذي يتفنن في صناعته، متجاهلاً ما آلت إليه السلطة الرابعة في الفضاء المفتوح والعالم الذي أضحى قرية صغيرة، واجتهدت رموز أنظمة الفساد والاستبداد في تهجير الكثير من العقول المتقدة التي لا تتوقف عن الإعمال، من أوطانها لخدمة الآخرين في بلدان تلهث الآن لكسب ودها والاستعانة بما لديها من خبرات كانت في يوم ما مهمشة في بلادها وبعيدة عن ميدانها الحقيقي!!

تلك الفئة أغرقتنا في دوامة تغييب العقول التي نعيشها بمحض إرادتنا، فنحن معشر الإحباط والتواكل والبيئة الطاردة لأبنائها، لا نؤمن بقدراتنا وإمكاناتنا، فتاريخنا خير شاهد وبرهان على ريادة العرب والمسلمين في جميع العلوم، لكننا لم نحافظ على شيء منها، وأصبحنا أمة استهلاك تأكل مما لا تزرع، وتلبس مما لا تصنع، وتقول ما لا تفعل!!

دوامة تغييب العقول فرضناها على أنفسنا ونبررها بالقول: أفتى من قال: لا أعرف!! هكذا روضنا الأجيال على الأيسر والسهل المنال، حتى أصابت تخمة البطون عقولنا، فلماذا نُحمّلها عناء البحث؟! ولماذا نعيد توقدها وإعمالها؟! في ظل أبوابنا المفتوحة للاستيراد على مصراعيها!!

لا عجب فيما آلت إليه أحوالنا ومن بعدنا الأجيال المتعاقبة، فالفضاء المفتوح وثورة التكنولوجيا ومنتجاتها في متناول أيدينا ننهل منها الغث والسمين، ولا نحتاج سوى استنساخها، فنحن أهل النسخ ((أول درس نتعلمه حد الإتقان))، تحول إلى تربية عطلت العقل عن وظائفه الأساسية، ومنحته إجازة مفتوحة!!

ما يبعث على الاشمئزاز ويضاعف قهرنا، أن تلك الفئة الفاسدة، تتطاول بأذنابها على المتلقي بتكذيب ونفي ما نشاهده بأم العين من أحداث لا تحتاج إلى بيان أو برهان!!

ليعلم هؤلاء وأمثالهم أن التاريخ لا يرحم والأجيال القادمة لن تغفر لمزوري الحقائق الذين ذهبوا بمستقبلهم وبددوا ثروات أوطانهم لينعموا بها على حساب حياة شعوبهم.

Email