خاص جداً

ت + ت - الحجم الطبيعي

بداية، أسال الزملاء والقراء الأعزاء، العفو والمعذرة، وليسمح لي الجميع أن أسطّر في هذه المساحة بعض مكنونات الفؤاد، وما يجيش في الصدر من ألم وحزن شديدين، بفعل نائبة باغتتني.. فأول من أمس، فجعت عبر اتصال هاتفي بنبأ انتقال شقيقتي الكبرى العزيزة على روحي وقلبي، إلى جوار ربها «مطمئنة النفس راضية مرضيّة بإذن الله»، بعد صراع مع مرض عضال.

حزنت على فراقها، وأنا بعيد عنها تحاصرني حال ـ ولله الحمد ـ لا أُحسد عليها، ضاعفت من جراحي وآلامي على فقدان عزيزة غالية، لا أراكم الله مكروهاً بعزيز.. تلك الحال منعتني من الوصول إلى البلد الذي رحلت فيه عن دنيانا، كي أودعها الوداع الأخير، فدخولي ذلك البلد يتطلب الحصول مسبقاً على تأشيرة، فأنا من أصحاب وثائق السفر التي تصدر للاجئين الفلسطينيين المنكوبين في عام 1948، المشردين في عام 1967، المشتتين في أصقاع الأرض، الذين يجب حصولهم في كل دول العالم، وخاصة «بلاد العُرب أوطاني»، لدخول أي من تلك البُلدان، على موافقة مسبقة، تتم في نادر الأحيان، وبعد فحص وتدقيق وتمحيص وتحليل.. وضمانات تكفل مغادرتهم بعد انتهاء المدة المسموح بها!!.

كنت أتمنى أن أقبِّل يديها الطاهرتين مودعاً، وأشارك في صلاة جنازتها وتشييعها إلى مثواها الأخير.. وأواري جثمانها الثرى بيدي، وأسأله أن يحنو عليها في مرقدها.. تمنيّت لو أني قطرة ماء في سحابة، لكنت توسلتها أن تظلل سماء مثواها، وتُمطرني على ثراه.

البقاء لله الواحد الأحد، والحمد لله رب العالمين، والشكر لله رب العرش العظيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.. نتضرع إلى العلي القدير أن يتغمّدها بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

Email