دجاجة «نوبل» التي تبيض ذهباً

لا يشكل المبلغ الذي حصل عليه الكاتب الصيني مو يان من جائزة نوبل سوى جزء يسير مما تريد مسقط رأسه، مدينة (غوام) استثماره في مشروع حديقة يكلف 670 مليون يوان أي 82 مليون يورو ويدور حول كتبه وكلماته ورواياته وقصصه. (سعر الجائزة 1.12 مليون دولار أي أقل من مليون يورو).

بلدية مدينة مو يان، تفكر باستثمار كاتبها والترويج له، من خلال الترويج لمدينته حتى أنها تقوم بزراعة أراضي شاسعة بالذرة نسبة إلى روايته (الذرة الرفيعة) من أجل خلق ديكورات ومناخات رواياته، بل تفكر البلدية بتغيير معالم المدينة لكي تضفي عليها رمزاً جديداً يتمثل بابنها مو يان. وعلى الرغم من أن الكاتب لم يتحمس إلى فكرة هذا المشروع إلا أن البلدية سارعت بتخصيص المبالغ اللازمة لتنفيذ هذا المشروع الأدبي التجاري.

نجيب محفوظ وأحمد زويل وتوكل كرمان، فازوا بجائزة نوبل للآداب والعلوم والسلام، لكننا لا مؤسساتنا ولا بلديات مدنهم قاموا بشيء من أجلهم، فلا بيوتهم تحولت إلى متاحف، ولا بلديات مدنهم استثمرت فوزهم كما هو الحال بالنسبة للكاتب الصيني مو يان. نحن لا نعرف الاستثمار ولا الترويج ولا الحب لأدبائنا وتراثنا، ففي العراق، على سبيل المثال وليس الحصر، 10 آلاف موقع أثري لم تتمكن جميع الحكومات التي توالت من استثمارها. الصين أضافت اسم مو يان إلى الفيلسوف الشهير كونفوشيوس، ليصبح جزءاً من عناصر مدينته، بل وتحوّل الكاتب إلى دجاجة تبيض ذهباً.

الأكثر مشاركة