إنه ليس بستاني بالحرفة بل صحافي يعمل منسقاً في صحيفتنا "البيان"، لكنه نال لقب البستاني لأنه صنع حديقة صغيرة في ذلك الفناء الخلفي لمبنى الصحيفة، تلك المساحة الصغيرة التي يجد فيها الزملاء المدخنون حريتهم، بعد أن خسروها في الأماكن المغلقة
تمخضت "قمة الثمانية" التي أنهت أعمالها مؤخراً عن حدث لم يعلق عليه الخبراء كثيراً ألا وهو الاتفاقية الحرة في الثقافة حيث وقفت بوجهه فرنسا سنوات طويلة، متسلحة بمفهومها عن "الاستثناء الثقافي" الذي يدافع عن وجهة نظرها، لكنها لم تصمد طويلاً
القراءة في الغرب من التقاليد المتناغمة مع المجتمع، درجت العادة أن تنشر بعض المؤسسات لائحة بالكتب التي تنصح بقراءتها في الصيف، وخاصة الذين يمضون جل أوقاتهم على الشواطئ. ومن ضمن المبادرات، نشرت أكاديمية جائزة غونكور أخيراً، لائحة بالكتب التي
أصبحت البرامج الحوارية أو ما تُسمى بـ«توك شو» في الفضائيات العربية الموضة والمادة الأكثر إثارة عند الجمهور، ليس عندنا فقط بل في العالم أجمع. ولكن المشكلة عندنا أن معظم ضيوف هذه البرامج أصبحوا من محترفي هذه المهنة، التي تتطلب دراية ومعرفة
مقولة شائعة تقول «أنت ما تأكل»، لكن العصر الحديث، المليء بشركات تصنيع الأغذية، لا تسمح لك أن تكون ما أنت عليه، لأننا أصبحنا خاضعين لها بفعل الحياة المعاصرة. كان هناك بصيص أمل في نهاية النفق، وهو الغذاء العضوي، أمل البشرية في التخلص من
يتألق كتاب "ومضات من فكر" لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الصادر حديثاً بفكرة التفاؤل في خلق عالم أفضل، وتزويد الإنسان بطاقة إيجابية، من دونها لا يمكن العمل والإبداع. كتاب ينبع من
تداعى كبار الباحثين واللغويين من أنحاء العالم لحضور المؤتمر الدولي الثاني للغة العربية في دبي المنعقد حالياً، والذي رفع شعار «اللغة العربية في خطر: كلنا شركاء في حمايتها». أجل.. كلنا شركاء في حمايتها، ولكن كيف؟ ثمة ما يجعلنا نخاف على لغتنا
تحمست كثيراً عندما عرض عليّ الناشر جمال الشحي مشروعه بتدوين سيرة حياة المكفوف بصرياً الكاتب والاعلامي والاذاعي والمسرحي الإماراتي محمد الغفلي لأنني كنت أرغب أن أستمع إلى الآخر وأتفاعل مع ما يقوله من نصه شفاهياً. من أهم الأشياء التي ذكرها
لا تزال الترجمة متعثرة في العالم العربي بسبب عدم وجود هيئة محكمة تنظمها وتعطيها الشرعية كما أن دور النشر العربية غير قادرة على الحكم على الترجمة لأنها لا تعتمد على مراجعة هذه الترجمات التي تظهر بين الحين والآخر. بعض المترجمين يقترفون جناية
عدت من معرض الكتاب الدولي في الدار البيضاء (30 مارس ــ 7 أبريل) محمّلاً بذكريات جميلة، فعلى مدى هذه الفترة، عشنا مع مثقفين وكتّاب عرب وأجانب قدموا من أنحاء العالم في ما يمكن أن أطلق عليه "يوتوبيا عالم الكتب". فلم يكن لدينا حديث آخر سوى
ماركات قناني المياه المعدنية تولد كل يوم، وهي تأخذ أسماء الجبال «إيفيان» و«مسافي» والمحيطات «جزر فيجي» والسهول «كريستال روك ووتر» وغيرها. أصبحت قناني المياه المعدنية علامات شهيرة في العالم تماماً مثل علامات الأزياء. أصبحت هذه القناني تدخل
يحـدث أن أشـعر أحياناً بالمـلل مـن جهاز الكومبيوتـر، لكنني أجد نفسي منساقاً إليه، دون إرادتـي، عـادة ما يكون التلفزيـون في ظهري، أسـمعه ولا أراه، لأن مكتبي الصغـير الذي لا يتجاوز طـاولة صغيرة، محصور في زاوية الصالون مع ضجيج الأطفال، لأن
علق الكاتب الإنجليزي هنري جيمس ذات مرة على المقاهي الباريسية قائلاً: "هنا يتمكن المرء من أن يجلس بسلام لساعات دون أن يزعجه النادل: يقرأ ويكتب في الصباح، ويقوم بأعماله في الظهيرة ويضحك ويناقش الأصدقاء في الليل". وأكثر من ذلك، كانت المقاهي
أصبحت عبارة" جميع الحقوق محفوظة" تثير الضحك حقا في عالم النشر العربي ولكنها ما زالت تحتفظ ببريقها في عالم النشر الغربي لأن الملكية الفكرية عندهم مقدسة، فيما معظم الناشرين العرب أفقدوها معناها لأن معظمهم ليس بناشر بل تحوّل إلى بقال أو تاجر
كتبت في هذا المكان في 4 يناير الفائت، عموداً بعنوان "الحصان يعدو في الصحن"، في إشارة إلى أن آكلي اللحوم لم يدخرّوا وسعاً في ذبح الخيول والتهامها، أي قبل شهر من تفجر فضيحة لحوم الخيل حيث لجأت شركات تصنيع لحوم البقر إلى خلطها بلحوم الخيول،
تخيل إنك تتجول في أروقة متحف وترى آثار الجريمة، أسلحتها ومجرميها وسفاحيها، فهو لم يُخصص للحروب التي خاضتها البشرية عدلاً أو ظلماً، بل للجرائم العادية التي اقترفها قتلة ولصوص حيث تحولوا إلى أبطال في متحف وطني يحمل اسم متحف "الجريمة والعقاب"
دخل الراديو في حياتنا العربية بكل سلاسة، وواكب هذا الجهاز، منذ انطلاقه في العشرينات من القرن الماضي ومطلع القرن الحادي والعشرين، كبرى الأحداث السياسية في العالم من ثورات وحروب وصراعات عبر القارات الخمس. وحسناً فعلت اليونسكو بتبني يوم الـ
سطّرت صفحات التاريخ مجازر فكريّة تمثل أغلبها بحرق وتدمير الإرث البشري من المكتبات، منذ أن قام الاسكندر الأكبر بحرق مكتبة برسيبولس في سنة 335 ق.م وقيل أنّها كانت تحتوي على عشرة آلاف مخطوط. ثم توالت سلسلة الحرائق: الصيني تشي شن هوانغ،
أعمال خيرية، بنزهاتها أو بعدمها، تطلق سهام الألم أثناء الإعلان عنها هنا وهناك، بل تثير التأمل والحزن. فنانون يدعمون ضحايا سوريا بمزادات أعمالهم في معهد العالم العربي بباريس، تنظمها دار «بيار بيرجيه وشركاؤه»، أطلقتها صحافية فرنسية تدعى
حضرت نشاط الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في فندق البستان روتانا الذي أقيم قبل أيام لدى زيارته للإمارات، كأحد الإعلاميين المدعوين، ولاحظت أن الرئيس الفرنسي حرص بعد انتهاء المؤتمر الصحافي أن يلتقي بالجالية الفرنسية الذين جاؤوا من مختلف إمارات
لا تزال أوروبا تعاني من الغجر في الوقت الراهن كما كانت تعاني منهم قبل بضعة قرون، فقد تعرضوا لممارسات عدوانية منها الترحيل القسري وعدم الاعتراف بهم كمواطنين في البلدان التي يقيمون فيها. التاريخ يعيد نفسه ولكن بأشكال مختلفة، ملك بروسيا أصدر
من الممكن أن يكون عام 2013 في فرنسا هو عام تذوّق طعم الحصان، كما يتوقع أحد الصحافيين البريطانيين. الفقراء أكلوا لحم الحصان إبان الثورة الفرنسية، عندما التهم الدهماء خيول الأرستقراطيين. وإذا كانت هذه العادة قد اختفت عند الفرنسيين، فيبدو
يقام في لوس غابوس بالمكسيك سباق صيد، مستوحى من رواية الكاتب الأميركي الشهير أرنست همنغواي "الشيخ والبحر"، عندما يراقب بطله يغور في أعماق البحر. على هذا الساحل، لم يخطر ببال أحد أن تتحول مجرد حادثة صيد عادية، وهي غير عادية في الرواية، إلى
أوبرا، عشاء فاخر، أفلام فيديو، خطابات، صحافيون، كتّاب، رجال أعمال، كلهم اجتمعوا في أبراج الإمارات للاحتفال بمرور مائة عام على ولادة قلم مونتي غرابا الإيطالي الفاخر الشهير، الذي اتخذ اسمه من جبل إيطالي. مرّت على هذا القلم ومصنعه حربان
موسيقى البوب الكورية الجنوبية المعروفة اختصاراً بكلمة «كاي بوب»، ستدرس بلا شك ذات يوم في المدارس التجارية أو الدبلوماسية. إن انتشار «نمط غانغنام» للمغني بارك جاي سانغ، الملقب بـ«بسي»، ظاهرة عجيبة شاهدها نحو مليار مشاهد على اليوتيوب في
أحيت اليابان ذكريات استعمارها القديم لدول مجاورة، بأن اشترت مؤخراً ثلاث جزر متنازعا عليها مع الصين، لتلهب بذلك المشاعر القومية لدى الصينيين، خصوصا وأن إرثهم التاريخـي مع اليابان مليء بالحرب والدم، بينمـا الجغرافي لم يحسم بعد. وهذه الجزر هي
ما إن سطعت شمس الاتحاد حتى نهضت الإمارات كدولة نموذجية في الجمع بين التقاليد والحداثة. فقد استطاع باني هذا الاتحاد المغفور له بإذن الله - الشيخ زايد، من خلال سيرته العطرة أن يحقق ذلك الحلم الذي راوده منذ زمن بعيد. وقد امتلك جميع مقومات
أثار موضوع تم استخدامه في المناهج المدرسية الهندية حفيظة آكلي اللحوم، حيث اتهمهم النباتيون بشتى التهم ونعتوهم بأنواع الصفات غير اللائقة. المعروف أن آكلي اللحوم هم أقلية في الهند، لأن معظم الشعب يعتمدون على الأغذية النباتية. وكل فريق له
لا يشكل المبلغ الذي حصل عليه الكاتب الصيني مو يان من جائزة نوبل سوى جزء يسير مما تريد مسقط رأسه، مدينة (غوام) استثماره في مشروع حديقة يكلف 670 مليون يوان أي 82 مليون يورو ويدور حول كتبه وكلماته ورواياته وقصصه.
مّر معرض"بيبر أرابيا 2012" ـ أي الورق العربي ــ الذي اختتم فعالياته في دبي مؤخراً بمشاركة أكثر من 175 شركة من 30 دولة مرور الكرام على الصحافة العربية، في الوقت الذي يخصها في الدرجة الأولى لأنها المستهلكة الأكبر. لا يزال العرب يستوردون
زرت أحد معارض الكتب العربية أخيرا، وعندما وصلت إلى منطقة المعرض، أدهشني منظر الطوابير التي تقف للدخول. ورغم أنني لم أجد مكاناً لركن سيارتي فقد فرحت، وقلت إن نسبة القراء قد ازدادت واستبشرت خيراً، عسى أن يقتنوا روايتي حديثة الصدور، ولا
«العالم بحاجة إلى البضائع الصينية حتى لو كانت رديئة»، هذا ما قاله أحد خبراء السوق. وهناك نكتة فكاهية تقول: إن الولايات المتحدة أصدرت كتاباً تفضح فيه السرقات الصينية، فعندما لاحظت بعض شركات الطباعة والنشر الصينية رواج هذا الكتاب وتحقيقه
تروي المدن القديمة حكاياتها عبر ما تبقى منها من حجر وأعمدة ونوافذ وزخارف وأبواب وأقفال، ومنطقة الشندغة شأنها شأن جميع المدن القديمة، تشهد على هذه الحكاية القديمة، حيث تترك براجيلها ماثلة على الخور، على مساحة تمتد على أحد عشر هكتاراً، لا
لم تكن دبي سوى قرية صيادي اللؤلؤ والمرجان والمحارات الذين يمضون حياتهم في البحر وينامون على الخور درءاً للرياح العاصفة وأمواج البحر العاتية. مدينة ولدت من أتون العواصف والبحار لتمتحن وجودها شأنها شأن المدن العظيمة. وإذا صمدت دبي في وجه
اكتشفت مؤخراً بأن واحة السلكون هي عالم لا نعرفه حقاً ما لم نزر مرافقه، ونتعرف على أسراره، هذه القلعة الإلكترونية العظيمة، واحة فكرية تحيا وسط دبي، من الابتكارات التكنولوجية المتنوعة. تمكنت هذه الواحة من اجتذاب شركات عالمية عديدة، راغبة في
ليست مكرمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بصرف راتب شهر «مكافأة» لكافة الموظفين العاملين في مركز صحة اللياقة الطبية في دبي، تقديراً لجهودهم وإخلاصهم في العمل وأداء واجبهم الوظيفي بكل أمانة، الأولى من نوعها، فقد كان سموه سباقاً في
تقول الحكمة: إن قطرة الماء تثقب الحجر .. لا بالعنف ولكن بتواصل السقوط. تذكرت هذه الحكمة عندما مررت قبل أعوام بجوار سور شاهق في شارع الشيخ زايد، عُلقت عليه لافتة كُتب عليها «أرقى كيلومتر مربع في العالم». وما أن مرّت السنوات حتى أصبحت منطقة
نيكولاي ساركوزي وكارلا بروني، زوجان مثيران في عيون المخرجين السينمائيين، وهذا ما دفع كل من الفرنسي اكزافييه ديوريجر والأميركي وودي ألن إلى إدخالهما في عوالمهما السينمائية. يبدو أن السينما تفتح جبهات جديدة مع الرئيس الفرنسي ساركوزي، وهو
«العالم بحاجة إلى البضائع الصينية حتى لو كانت رديئة»، هذا ما قاله أحد خبراء السوق. وهناك نكتة فكاهية أن الولايات المتحدة أصدرت كتاباً تفضح فيه السرقات الصينية، فعندما لاحظت بعض شركات الطباعة والنشر الصينية أن هذا الكتاب يحقق أرقاماً قياسية في المبيعات
يثير الإسلام الكثير من الإشكاليات في فرنسا، وأهمها أن الجالية المسلمة التي يربو تعدادها إلى نحو خمسة ملايين نسمة لم تستوعب مبدأ العلمانية ــ فصل الكنيسة الكاثوليكية عن الدولة رسمياً عام 1905 ــ التي سارت عليه فرنسا من بدايات القرن الماضي.
مع انطلاقة الثورة الطلابية عام 1968، رأت ماريان، ابنة زعيم اليمين المتطرف، جان ماري لوبين، النور. ولكن (عدوى) هذه الثورة لم تنتقل إليها، لأنها ترعرعت في عائلة تدين بقيم أسسها الأب جان ماري لوبين، المتشرب بأفكار اليمين العنصري المتطرف،
لا يزال السؤال (من ينتصر في ليبيا؟) مؤرّقاً ويقض مضاجع الدوائر السياسية هذه الأيام؟ يا ترى، من يمتلك المفاتيح السّرية للإجابة عن هذا السؤال؟! في العادة، ليست الألغاز
عندما نشر الكاتب البريطاني جورج أرويل روايته الشهيرة «1984» قبل أكثر من أربعين عاما، التي تقول بأن العالم سيصبح مُراقباً بالكاميرات، أعتبرها النقاد نوعا من الفانتازيا الخيالية إلا أن الواقع أثبت صحة هذا التنبؤ، فبريطانيا هي الدولة الأولى
قرأنا الكثير عما بشّر به الفيلسوف والسياسي الايطالي أنطونيو غرامشي عن (المثقف العضوي)، ولكن هذا المفهوم ظل ملتبساً على المثقفين العرب. يقسّم غرامشى في كتابه «دفاتر السجن» المثقفين إلى نوعين، الأول (المثقف التقليدي) الذي ينقل المعرفة إلى
ما هو الغرب؟ هل هو خطاب أم جغرافيا؟ نموذج حياة أم مفهوم مجرد؟ في الحقيقة، الغرب هو هوية، وثقافة وحضارة، تميّز نفسها عن الثقافات أو الحضارات الأخرى، بمفاتيح اخترعها لنفسه وللبشرية، وهي : اختراع اليونانيين للمدينة والعلم والمدرسة. اختراع
منذ مغادرتي باريس، إلى الإمارات العزيزة عام 2004، وأنا أراقب الأخبار الآتية منها، وخاصة الأدبية، لأنها اختمرت في عقلي ووجداني منذ ثلاثين عاما بأدبائها وثقافتها وفنونهاً. وفي كل مرة، يعتصّر قلبي ألماً، وأنا اقرأ رحيل أحد هؤلاء الكتّاب
هالني أن أقرأ في التقرير العربي الثالث للتنمية الثقافية الصادر حديثاً عن مؤسسة الفكر العربي أن انخفاض نسبة القراءة بين العرب وصل إلى أدنى مستوياته في السنوات الأخيرة، وهنا يجري بين متوسط ساعات القراءة عند العربي والأوروبي «متوسط القراءة في
بعد مرور خمسين عاماً على رحيل الكاتب الفرنسي الشهير لوي فيرديناند سيلين، يعود شبحه إلى المشهد الثقافي الفرنسي من جديد. رجل واحد، هو الذي أعاد إلى ألأذهان فكرة معاداة السامية، قميص عثمان الأوروبيين، سيرج كلارسفيلد، رئيس «جمعية أبناء وبنات