بيبر أرابيا

مّر معرض"بيبر أرابيا 2012" ـ أي الورق العربي ــ الذي اختتم فعالياته في دبي مؤخراً بمشاركة أكثر من 175 شركة من 30 دولة مرور الكرام على الصحافة العربية، في الوقت الذي يخصها في الدرجة الأولى لأنها المستهلكة الأكبر. لا يزال العرب يستوردون الورق من أكبر منتجين له: الصين والهند. وقد وصل حجم استهلاك الورق والمحارم وتغليف السلع التجارية والطعام الى 10 مليارات دولار أميركي حالياً في الشرق الأوسط.

تتعرض أشجار هامة مثل العرعار والصنوبر والأرز والأشجار الطبية والأعشاب العطرية، كـالزكوم والزعتر والخروب وغيرها إلى القطع. مثالان لفتا انتباهي: نمور سومطرة النادرة، التي تبقى منها 400 نمر فقط، توشك على الزوال بسبب قطع الأشجار لاستخدامها في صناعة الورق. والمثال الآخر: غابات تادلة - أزيلال التي تمتد على مساحة تفوق 500 ألف هكتار معرضة للقطع من قبل مافيات الذهب الأخضر، ما يُهدّد بخنق «رئات» أوكسجين المغرب، وتسبب خسارة 60 مليون درهم سنوياً في ميدان الزراعة. وللأسف الشديد، لا تزال عناصر المافيات في العالم أجمع تتحدى الحكومات وتقوم بـ"جرائم الغابات"، تقوم بقطع الأشجار وتهريبها دون رقيب.

إن معدل الاستهلاك الورقي الخاص بوسائل الاعلام تضاءل مع ثورة الاعلام الرقمي المتسارعة، مما يعني التقليل من قطع الأشجار. وما تقدمه هذه الغابات للبشرية من فوائد يعادل أضعاف ما تقدمه بعض وسائل الاعلام التي تستهلك أكداس الورق دون جدوى.