ظاهرة ودلالات

ت + ت - الحجم الطبيعي

زرت أحد معارض الكتب العربية أخيرا، وعندما وصلت إلى منطقة المعرض، أدهشني منظر الطوابير التي تقف للدخول. ورغم أنني لم أجد مكاناً لركن سيارتي فقد فرحت، وقلت إن نسبة القراء قد ازدادت واستبشرت خيراً، عسى أن يقتنوا روايتي حديثة الصدور،

ولا يصبحوا كالأصدقاء الذين يطالبون بإهدائهم روايتي بالمجان، حتى لو أن مبيعاتها لا تدخل في جيبي، بل في جيب الناشر والموزع ــ تخيلوا أن الموزع يأخذ نصف سعر الكتاب ــ وهو الرابح الوحيد!

توجهت إلى القاعة، فوجدت الطوابير مكتظة أمامها، فأخذت دوري مستبشراً بهذا الحدث، وما إن دخلت حتى فوجئت بأن الطوابير المحتشدة، رجالاً ونساءً، جاؤوا لمعرض الألبسة الجاهزة، وليس لمعرض للكتب. فاتصلت بناشري الطموح، لأسأل عن رقم القاعة التي يقام فيها المعرض، فقال لي: أنت في القاعة الخطأ، نحن في القاعة رقم واحد. وخابت آمالي لأدخل قاعة خالية من الطوابير، بل إن قاعة الألبسة كانت تسرق جمهورها..

وكم حزنت وتخيلت للحظة واحدة؛ ماذا يحصل لو عرّج جمهور الألبسة الجاهزة لاقتناء كتاب واحد مع كومة الألبسة التي اشتروها؟ فسعر الكتاب لا يساوي سوى سعر كأس عصير واحد! ثم اقترحت على ناشري تنظيم معرض الكتاب وسط قاعة الألبسة، عسى أن يتعثر أحدهم ويقتني كتاباً!

والحقيقة أن العزوف عن القراءة ليس ظاهرة عربية فقط، بل عالمية، وللأسف الشديد..

Email